حذر وزير الخارجية الليبي محمد الدايري من تحول ليبيا إلى «ملجأ جديد» لتنظيم داعش داعياً الأسرة الدولية إلى ضم بلاده إلى الحملة لمكافحة المجموعة المتطرفة. وفي حديث مساء الثلاثاء، أكد وزير الخارجية الليبي أن حكومته «تملك معلومات موثوقة مفادها أن قيادة داعش طلبت من الجهاديين الجدد التوجه إلى ليبيا وليس سوريا، خصوصاً منذ بدء الضربات الروسية» ضد التنظيم في نهاية سبتمبر. وخلال زيارة إلى باريس دان الوزير «العمليات الإرهابية الفظيعة، التي نفذها داعش» الجمعة في باريس، محذراً من تعزيز التنظيم المتطرف وجوده في ليبيا. وقال الوزير، الذي تعترف الأسرة الدولية بحكومته «نضم صوتنا إلى الدعوات في فرنسا والخارج لتحرك دولي وتصميم حقيقي ضد داعش في سوريا وفي العراق وكذلك في ليبيا؛ لأنني أخشى من أن تتحول ليبيا في مستقبل قريب إلى ملجأ جديد لداعش». ورأى الوزير أن عدد مقاتلي تنظيم داعش في ليبيا يقدر حالياً «بين أربعة إلى خمسة آلاف» ويشكل التونسيون والسودانيون واليمنيون القسم الأكبر منهم. وأشاد الوزير بالعملية، التي نفذتها الولاياتالمتحدة وأعلنت لأول مرة في 14 أكتوبر قصف أهداف لتنظيم داعش في ليبيا والقضاء في غارة على العراقي أبو نبيل، الذي يعد زعيم التنظيم المتطرف في البلاد. لكن بحسب الوزير فإن وسام نجم الزبيدي الملقب بأبو نبيل كان زعيم التنظيم في مدينة درنة شرق البلاد، وليس زعيم التنظيم في ليبيا. وأضاف أن «هذه الغارات ضرورية لكنها ليست كافية، والتهديد الذي يحدق بأوروبا كبير»، مشيراً إلى العلاقات بين الجهاديين في ليبيا وأولئك في أوروبا بالجانب الآخر من المتوسط. وذكر أن مغربياً كان قد اندس بين آلاف المهاجرين، الذين وصلوا في زوارق أبحرت من ليبيا، اعتقل في الربيع بإيطاليا وقد يكون أحد منفذي الهجوم على متحف باردو في تونس، حيث قتل 21 سائحاً في مارس. وأوضح أن التونسي، الذي ارتكب في 26 يونيو مجزرة ذهب ضحيتها 38 سائحاً بينهم ثلاثون بريطانيا في فندق تونسي تلقى تدريبات في ليبيا. وأعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجومين.وقال الوزير إن التنظيم المتطرف يسيطر على مدينة سرت، وهو منتشر في مناطق عدة مثل درنة وبنغازي. وحذر من أن مدينة «أجدابيا شرق ليبيا قد تصبح الآن معقلاً جديداً» للتنظيم المتطرف، موضحاً أنه يبدو أن «سلسلة اغتيالات لأئمة سلفيين وضباط في الجيش» من قبل التنظيم تمهد الطريق لهذا التقدم. ورداً على سؤال حول معلومات تحدثت عن اختراق محتمل لتنظيم داعش في جنوب البلاد، لم يؤكد الوزير ذلك لكنه أوضح أن «العلاقات الوثيقة بين جماعة بوكو حرام ومنظمات إرهابية أخرى في دول الساحل من جهة، وداعش من جهة أخرى باتت مؤكدة بعد أن اعتقل الجيش الليبي قبل عام في بنغازي عناصر من بوكو حرام». ويرى الوزير الليبي أنه لم يعد في مقدور الأسرة الدولية أن تطالب بحل سياسي في ليبيا قبل التحرك «نظراً إلى الخطر المتنامي الذي يطرحه داعش». وأكد «يجب وضع استراتيجية يتم فيها إشراك الجيش الليبي بمساهمة الدول العربية والغربية». وتولى موفد الأممالمتحدة الجديد لليبيا الألماني مارتن كوبلر مهامه الثلاثاء، مؤكداً تصميمه على إقناع الجانبين المتنازعين في ليبيا بتشكيل حكومة وحدة وطنية.