الموت حق ولا باقٍ إلا العزيز الكريم، وهو طريق لكل البشر، بالأمس القريب فقدنا شيخاً عزيزاً ورجلاً بقلب ألف رجل في تواضعه وطيبته ومحبة الناس له وفي إحسانه ومساعدة كل فقير ومحتاج، ذلك هو رمز من رموز المنطقة الشرقية الشيخ عبدالله فؤاد أبو بشيت. هذا الرجل كانت له أيادٍ بيضاء ولا تنسى، عرفته قبل أربعين عاماً ولم تغيره الثروة والجاه والمكانة بل تزيده تواضعاً ورحمة بالمساكين، في إحدى المناسبات ونظراً لكبرها لم يجد حذاءه ولكنني أحضرته له مسرعاً فما كان منه إلا أن سلم عليّ وبسرعة قبّل يدي، كل ذلك لتواضعه وثقته بنفسه، كان رجل الخبرة والاقتصاد وهو الذي مرّ عليه عديد من الأزمات التجارية ولكنه وقف كالجبل الأشم، بل هو مدرسة نتعلم منه طرق الحياة ومسيرة العمل، لم تفارق الابتسامة محياه، ولم نسمع منه إلا كل أمر طيب ينم عن ثقافة الرجل وخبرته المحلية والدولية، أراه مسروراً وسعيداً عندما أخبره بحاجة لأي أسرة فيبادر بمساعدتها، أعماله الخيرية لا تحصى فهو مثال لفعل الخير والحث عليه كما أن مشاريعه للوطن شيء واضح لأنه يعملها وهو عارف مقدار محبة هذا الوطن ويعتبره جزءاً من واجبه تجاه دولته. لا شك أن فقدان رجل بمثل شيخنا الجليل يعتبر من مصائب الأيام وبالذات لصاحب المعروف والكريم بقوله وفعله، ولكنه قضاء الله وقدره، فالحمد كل الحمد لله سبحانه وتعالى على أن جعل من بيننا الشيخ عبدالله فؤاد، وستبقى ذكراه الجميلة وفعله الحسن شاهدين له، راجين من الله الكريم أن يغفر له ويرحمه وأن يجعل ما قدمه أجراً وجزءاً له يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وعزاؤنا لأبنائه وبناته وزوجته وأسرته الكريمة، فهو ليس لكم وحدكم ولكنه لنا بل للمنطقة الشرقية بأسرها. والحمد لله أولاً وآخراً وما نقول إلا كما قال الصابرون: إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.