واصلت القوات الكردية العراقية أمس إزالة العبوات الناسفة بعد يوم من استعادة السيطرة على مدينة سنجار من يد تنظيم «داعش» الذي احتلها منذ أكثر من عام. ويتوجب على القوات إزالة هذه العبوات قبل السماح لسكان هذه المدينة من الأقلية الأزيدية التي واجهت حملة وحشية من التنظيم المتطرف الذي قام بقتل واغتصاب وسبي نسائها، بالعودة وبناء حياتهم مجدداً. وقال سليمان سعيد أحد أفراد قوة إزالة الألغام الكردية «حتى الآن تم تفكيك 45 عبوة ناسفة وسيارة مفخخة في المدينة». وأضاف أن «المتفجرات منتشرة في المنازل بشكل واسع، وعثرنا على عشرين طنّاً من المواد المتفجرة في أحد المنازل، إضافة إلى العثور على معمل تفخيخ واكتشفنا عشرين برميلاً من المتفجرات في منزل آخر». بدوره، قال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في مؤتمر صحافي «الآن تمت السيطرة على سنجار، أو تحريرها، والصفحة الأخرى هي العودة وتنظيفها من الألغام». وأضاف أن «هذه العملية قد تأخذ بعض الوقت ربما يصل إلى أسبوع أو عشرة أيام، وذلك يعتمد على مدى تعقيد حقول الألغام والعوائق التي تركها التنظيم خلفه». وعثرت السلطات الكردية العراقية على مقبرة جماعية في مدينة سنجار تضم رفات عشرات من النساء الأيزيديات اللواتي أعدمهن التنظيم خلال سيطرته على المدينة، وفق مصدر محلي. وتقع المقبرة التي لم يتم فتحها حتى الآن في الطرف الجنوبي للمدينة التي خضعت لسيطرة التنظيم لأكثر من عام. وقال عضو المجلس المحلي للمدينة ميسر حاجي إن «الموقع يضم رفات نحو 78 امرأة تراوح أعمارهن بين أربعين وثمانين عاماً، بحسب شهادة بعض الفتيات اللواتي تمكَنَّ من الهرب لاحقاً». وأضاف «يبدو أن التنظيم الإرهابي اختار الفتيات الصغيرات لسبيهن». وأكد محمد خليل المسؤول المحلي لبلدة سنجار العثور على المقبرة لافتاً إلى أنها تضم رفات نحو ثمانين ضحية. من جانبه، قال مجلس أمن إقليم كردستان في بيان إن الفرق ستعمل على إزالة المساحات المزروعة بألغام بكثافة، في الوقت الذي ستستمر قوات البشمركة في تعزيز مواقعها الدفاعية». لكن العبوات الناسفة ليست العائق الوحيد الذي يواجه عودة النازحين، حيث إن عديداً من المنازل والمحال التجارية تعرضت للتدمير خلال المعارك. وبدأت عملية تحرير سنجار من أيدي الجهاديين صباح الخميس، بقيادة قوات البشمركة ومقاتلين أزيديين وبدعم من طيران التحالف الدولي. وتمكنت القوات من فرض سيطرتها على الطريق السريع رقم 47 أحد الطرق الرئيسة التي تربط سوريابالعراق، التي يستخدمها تنظيم داعش للإمداد ونقل مقاتليه من الرقة إلى الموصل. وأعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في مؤتمر صحافي الجمعة «تحرير» مدينة سنجار في شمال العراق. واستولى تنظيم داعش على سنجار في أغسطس 2014 وارتكب فظاعات بحق الأقلية الأيزيدية التي كانت تعيش في المنطقة. وشكَّل هجوم التنظيم ضد الأيزيديين في صيف 2014 أحد الأسباب المعلنة لبدء حملة الضربات الجوية الأمريكية ضده في العراق، التي توسعت لاحقاً لتشمل مواقعه في سوريا ضمن ائتلاف يضم دولاً غربية وعربية. ورأت الأممالمتحدة أن الهجوم على الأيزيديين بمنزلة «إبادة جماعية». وقال متحف الهولوكوست في واشنطن الخميس من جهته إن الطائفة الأيزيدية كانت ضحية «إبادة جماعية» ارتكبها تنظيم داعش، وفقاً لتقرير استند إلى أدلة جُمعت في شمال العراق.