كلمة جميلة تقال للأهل، والأولاد، والأصدقاء، والزوج والزوجة، تملأ النفوس بمعانٍ جميلة، وتزيد من الترابط، وتُشعرهم بأنك تحبهم. لماذا نخشى، ونخجل أن نقول «أحبك»؟ تذكر متى آخر مرة قلتها لمَنْ هم في بيتك، أو مَنْ هم حولك؟ ليس الحب قاصراً على الشباب، وما قبل الزواج، أو المسلسلات والأفلام التركية، التي تتلهف الأسر السعودية على مشاهدتها، لأن أفرادها يشعرون بالجفاف العاطفي، فالزوجة لا تسمع كلمة «أحبك» من زوجها، وكأنه سيشعر بنقص في رجولته لو قالها، ولا يسمعها الطفل من والده الذي لا يقولها حتى لا تضيع هيبته أمامه. مظلة الحب تتسع للأسرة، والأهل، والأصدقاء، وحتى البشر على المستوى الأشمل، فضلاً عن حب، بل عشق البلدة، أو المدينة، التي نشأنا فيها، وحب الوطن بالطبع. الطفل الذي يعرف أن أهله يحبونه، ويراهم أيضاً في جوٍّ يسوده الحب والاحترام، سيكون ناجحاً وسعيداً في حياته وعلاقاته الاجتماعية. إن التعبير عن الحب والمحبة من الأمور، التي تولِّد شحنات كبيرة من الطاقة الإيجابية لكلا الطرفين، وبصفة عامة يعتبر التعبير عن المشاعر الإيجابية تجاه مَنْ نحب أمراً حيوياً ومطلوباً، فالثناء والحب الصادقان يساعدان على بناء وتعزيز الثقة بالنفس. إن رجلاً كان عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فمرَّ به رجل، فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم «أعلمته»؟ قال: لا، قال: «أعلمه»، قال: فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له. قوله: «أعلمته» استفهام بحذف أداة الاستفهام، أي: أأعلمته، أو هل أعلمته. قوله: «أحبك الله الذي أحببتني له» أي: لأجله، وهذا دعاء وليس إخباراً. قال الخطابي، رحمه الله: «معناه الحث على التودد والتآلف، وذلك أنه إذا أخبره أنه يحبه استمال بذلك قلبه، واجتلب به وُدّه». ما أجمل أن تُحِب، وأن تُحَب، لهو أعظم نعمة في الوجود. لماذا عندما نقول كلمة «أحبك»، نشعر بالخجل، وكأن الحب عار، رغم أنه من أساسيات الحياة، أو أن الحب هو ارتباط بين رجل وامرأة، وبالتالي سبيل إلى الرذيلة. استشعروا الحب، وأحبوا مَنْ حولكم، ودعونا نعيش بسلام. نحن جميعاً في حاجة إلى الشعور بالحب والتقدير على أن يكون ذلك صادقاً وحقيقياً، وعلى ألا يُطلَب، فمثل هذه الأحاسيس إن لم تكن نابعة من القلب فلا قيمة لها، وأعتقد أن أكثر الناس حاجة إلى أن نعبِّر لهم عن حبنا، هم أفراد عائلتنا، وبالدرجة الأولى شريك حياتنا، وأبناؤنا.