دعا مؤتمر «تطلعات المرضى»، الذي ينظمه مستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، أمس، إلى البحث في وضع إطار عمل تكاملي بين القطاعات الصحية في المملكة لتحقيق إستراتيجية تطوير الرعاية الطبية وإعادة هيكلتها، وضمان مخرجات أفضل وفق خطة زمنية محددة. وبرزت في المؤتمر رؤية لإيجاد شبكة علاقات بين المستشفيات قائمة على اتفاقيات واضحة لتبادل المنافع والاستفادة من الإمكانات المتاحة في نقل المرضى لتلقي العلاج المناسب. ودعا الرئيس التنفيذي لمدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية عبدالله بن زرعة، إلى النظر في وضع إطار عمل تكاملي بين القطاعات الصحية في المملكة لتحقيق إستراتيجية تطوير الرعاية الطبية وإعادة هيكلتها وضمان مخرجات أفضل وفق خطة زمنية محددة. وقال في ورقته إن الدراسات المتخصصة تؤكد أن تطبيق هذه الإستراتيجيات ومبادرات «المريض هو محور العملية الصحية» من شأنه خفض فاتورة الرعاية الصحية في أي دولة إلى ما يقارب 40%، إذ ترتكز المقاربات على وضع نظم وموارد وأنظمة إدارية، ومرفقات قادرة على الوفاء، وتقديم أساسيات الرعاية وفق معايير سلامة المرضى وجودة الخدمات الطبية والحد من الإشكالات والقصور، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة تنفق ما يزيد على 3.8 تريليون دولار على الرعاية الطبية، وهي تكلفة كبيرة جداً. وأضاف ابن زرعة «على الرغم من أن هذه المبادرات براقة وجاذبة، إلا أنه يجب التنبيه على ضرورة عدم تطبيقها بمعزل عن إيجاد الأرضية الصلبة من خدمات متكاملة وذات كفاءة عالية قائمة على تطبيق معايير السلامة للمرضى وجودة الرعاية الصحية وقياس الأداء، والوصول السهل للحصول على الرعاية الطبية لمَنْ يحتاج إليها، وتوفير البرامج الوقائية والتوعوية لكل أفراد المجتمع وقياسها». من جانبه، قال مدير مركز نمو الطفل في مستشفى الملك عبدالله في جامعة الأميرة نورة، المشرف العام على لجان عمل مؤتمر الدكتور صالح الصالحي، في ورقة حول «بناء شبكة علاقات بين القطاعات الصحية لتسهيل النقل والإحالة»، إن هناك هدراً في الرعاية الصحية مع ضعف الخدمات، مبيناً أن رصد هذا الهدر يحتاج إلى دراسة مفصلة عن الموارد المادية والبشرية واللوجستية. وأوضح أن دراسة الواقع تؤكد أنه رغم وجود برنامج «إحالتي» للحالات الطارئة في وزارة الصحة والخدمة النوعية التي يقدمها، فهناك أمراض تحتاج إلى عناية ورعاية، وكثير من المرضى يحتاجون لتلقي العلاج في مكان آخر، وبعضهم يعاني لإتمام النقل بطرق شخصية من مستشفيات طرفية إلى حيث يوجد العلاج المناسب لحالتهم، في ظل غياب ترتيبات واضحة بين المستشفيات وشبكة علاقات قائمة على اتفاقيات لتبادل المنافع والاستفادة القصوى مما هو متاح. وذكر الصالحي أن 30% من الإسعاف والطواري في المستشفيات التخصصية بالرياض مشغولة بمرضى ليسوا في حاجة لان ينوموا في المستشفى نفسه، ولو كانت هناك اتفاقيات لتم النقل والتحويل إلى مستشفيات نسبة الإشغال فيها 10 إلى 40%، وكانوا تلقوا رعاية بالجودة نفسها بوجود فريق مدرب، مطالباً المجلس الصحي السعودي بأن يعمل على تنسيق هذا الأمر. واقترح قيام المجلس بدراسة دقيقة عن وضع شبكة العلاقات بين المرافق الصحية، وأضاف «وزارة الصحة لها دور، وكذلك وزارة الحرس الوطني، والمطلوب الآن تنظيم ملتقى يخرج باتفاقيات، وليس مجرد توصيات لتنفيذ هذا المشروع، الذي لا يعني فقط القطاع الحكومي، بل أيضاً القطاع الخاص، والتأمين، والجمعيات الخيرية، وكل المكونات المقدمة للخدمة بطرق مباشرة أو غير مباشرة». إلى ذلك، قدمت مديرة إدارة تطلعات المرضى في مستشفى الملك عبدالله بن عبدالعزيز الجامعي بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن ريم الشارخ، ورقة بعنوان «بناء ثقافة من التعاون في تطلعات المرضى: رحلة إلى النجاح»، أوضحت فيها أن النظام الصحي يمر بتغيير مستمر والاحتياج الصحي على الصعيد العالمي في حالة تزايد، وكذلك تطلعات المرضى ومتطلباتهم، مبينة أنه نتيجة لذلك تم العمل على تأسيس قسم تطلعات المرضى ليس فقط ليصل إلى مستوى توقعات المريض، بل ليجتازها ويلبي احتياجاته المختلفة. وعرضت تجربة مستشفى الملك عبدالله الجامعي في إنشاء قسم لتطلعات المرضى.