الاعتياد على سلوكيات معينة يجعلنا رهينة ضد التغيير أو لربما صعوبة في إدارة التغيير تجاه السلوك الآخر؛ لذلك تأتي أهمية توفير البدائل في حالة الغياب إلا أن الخيارات مع الأسف تكاد أن تكون معدومة عندما يهرب سائق الأسرة! في ظني أن أكبر مصيبة تدخل على أي أسرة تنحصر في هروب السائق والشغالة والأخيرة ربما تكون أهون.. إن غياب السائق سبب في تعكر مسيرة الحياة الطبيعية للعائلة التي اعتادت على قيام السائق بتوصيل الأولاد إلى المدارس والبنات إلى الجامعة والأم إلى عملها في حين أنه لو حاول الأب تغطية الوضع لحصل على عدة إنذارات وربما فُصل بسبب التأخير وأحياناً قد يصاب بأمراض أخرى من الكآبة والانفعال النفسي الذي ينعكس سلباً على الأسرة.. ما يحدث في مجتمعنا من الاعتماد الكلي على السائقين هو بمنزلة العجز التام عن توفير البدائل خصوصاً أن النقل العام لا يزال يحبو في حين أن مؤسسات النقل الخاصة تمتص خزينة الأب المكلوم! إنني اتألم لوضع العائلة التي هرب سائقها وكأنهم في حالة عزاء والوضع أشد ألماً عندما تفقد السيدة سائقها الذي يوصلها لعملها ورزقها وليس لديها حلول إلا توسل صديقاتها أو التكاسي المكلفة ويأتي من يملك الملايين ويقول: أحسن خلها تنّطق في بيتها!! إن وضع الحلول المؤقتة لعملية الاعتماد على السائق كمن ينفخ في قربة مشقوقة.. الوضع يتطلب وجود دراسات على أرض الواقع تؤكد أو ترفض قيادة المرأة السيارة بشكل قاطع.. إن جاءت الموافقة فنحن بحاجة إلى تهيئة وقرارات صارمة وإن تم الرفض -كما هو الحال- فنحن مطالبون باستيراد ربوتات آلية من اليابان تقوم مقام السائق حتى لا تتفاجئ كل أسرة عندما يأتي ولدهم قبل ذهابه للمدرسة قائلاً: السواق انحاش!!