شغالة للإيجار في شهر رمضان! السؤال: من أين أتت هذه الشغالة التي تؤجر بمبالغ كبيرة تتجاوز رواتب موظفين سعوديين؟! إن كانت باسم من أجرها -وفي أغلب الأحيان من أجرتها- فهي مصيبة، وإن لم تكن باسمه أو اسمها فالمصيبة أعظم! لأن وراء هذا الاعلان أسرة استيقظت في الصباح لتجد أن شغالتها التي سلكت من أجل استقدامها الطرق النظامية، ودفعت مبالغ كبيرة وانتظرت وقتاً طويلاً من أجل قدومها، قد نُهبت في وضح النهار ويتم الآن المتاجرة بها على مواطنين آخرين! هروب الشغالات أصبح مشاهدا ولا تكاد تجد عائلة إلا وقد هربت شغالتها، والسبب ليس سوء المعاملة -كما يظن البعض- بل لأنها وجدت من يدفع لها أكثر، فلماذا تجلس الشغالة من أجل 800 ريال وقد وجدت من يدفع لها 2000 ريال وأكثر؟!! مسلسل هروب الشغالات خطير على البلد بأكمله، وأعتقد أن من يساهم في إنقاذنا منه ثلاث جهات هي التي تتحمل المسؤولية عن وجوده وبالتالي تتحمل مسؤولية تخليصنا منه: أولها وأساسها المواطن الذي يستأجر شغالة لا يعرف من أين أتت ولا من هو كفيلها! فهذا المواطن شريك أساسي في الجريمة لأنه لو لم يوجد المستأجر لما وجد المُتاجر، بالإضافة إلى أن هذا المستأجر يقامر بحياته وحياة أولاده فمن تعمل في بيتك بدون أوراق رسمية، ما الذي يمنعها أن ترتكب جريمة في حقك وحق أولادك ثم تهرب لتؤجر على عائلة أخرى! أيضاً رجال أمننا في نقاط التفتيش، نتمنى ألا يتساهلوا في مرور السيارات بحجة وجود عائلات، خصوصاً عند عدم وجود أطفال في السيارة، ما الذي يمنع من التأكد حتى مع وجود العائلة؟! فالمشاهد أن هناك شغالات أخذت من أماكن وقُطع بها مسافات طويلة جداً لتؤجر في أماكن جديدة! مما يعني أن التاجر مر على العديد من نقاط التفتيش بدون أن يوقف أو يُسأل! الجهة الثالثة هي وزارة العمل، فالواجب على الوزارة أن تسارع لتسهيل إجراءات الاستقدام وتوفير البدائل، لأن تعقيد الإجراءات لن يجعل السعوديين يستغنون عن الشغالات كما يظن بعض المسؤولين الذين تملأ الشغالات بيوتهم! لقد أصبحت الشغالة شراً لابد منه، وتعقيد الإجراءات بالإضافة إلى التخبط الحاصل لن يقدم غير رفع الأسعار في سوق التأجير السوداء التي تجد زبائن كثرا وللأسف! نحتاج إلى إجراءات عاجلة فقد وصلنا إلى حال، أصبح الكل فيه يدعو أن يحمي الله شغالته من سوّاق الحرامية الذي لا يقتنص طرائده إلا في ساعات الصباح الأولى! متخصص بالشأن الاجتماعي