أفصحت أنقرة عن نيّتها شنَّ هجومٍ عسكريّ على تنظيم «داعش» الإرهابي خلال أيام، في وقتٍ أنهى حزب العمال الكردستاني وقفاً لإطلاق النار كان أقرَّه من جانبٍ واحد ولم تعترف به السلطات التركية. وأعلن وزير الخارجية في حكومة أحمد داود أوغلو، فريدون سنيرلي أوغلو، أن تركيا تدرس شنَّ هجوم عسكري «في الأيام المقبلة» على «داعش» المشتبه به الأول في هجوم أنقرة الدامي الشهر الفائت. وأكد الوزير، خلال مؤتمرٍ صحفي عن مستقبل الشرق الأوسط عقده أمس في أربيل في كردستان العراق، أن «لدينا خططاً لتحرك عسكري ضدهم في الأيام المقبلة… سترَون». وبعد أشهرٍ من الضغوط من حلفائها في حلف شمال الأطلسي؛ وافقت حكومة أوغلو في الصيف الأخير على الانضمام إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب في سورياوالعراق. وتنطلق طائرات التحالف من قاعدة إنجرليك الجوية في جنوبتركيا. لكن الجيش التركي الذي بدأ في الصيف «حرباً على الإرهاب» ركز عملياته خصوصاً على متمردي حزب العمال الكردستاني. ومنذ هجوم أنقرة الانتحاري الدامي في 10 أكتوبر الفائت؛ كثَّفت الشرطة الاعتقالات في أوساط المتشددين. وكان التفجير أودى بحياة أكثر من 100 شخص كانوا يستعدون لتنظيم مسيرة من أمام محطة القطارات الرئيسة في العاصمة، كما أصيب أكثر من مائتين آخرين. وأفاد مدعي عام أنقرة أن هذا الهجوم الأكثر دموية في تاريخ البلاد خططت له قيادة «داعش» في سوريا. واعتبر الوزير سنيرلي أوغلو أن «التنظيم يهدد نمط حياتنا وأمننا؛ لذا فإن علينا جميعاً تشكيل جبهة موحدة ضد هذا الخطر». وتوقَّع ألا ينتهي الخطر «حتى في حال احتواء تقدُّم داعش بفضل الجهود الدولية التي نشارك فيها». ولم يوضح الوزير في أي بلدٍ قد تجري العملية العسكرية المرتقبة. في سياقٍ متصل؛ أفادت هيئة الأركان العامة التركية أمس بقتل الجيش 16 مسلحاً من حزب العمال الكردستاني في منطقة ريفية قرب الحدود العراقية. وكان الجيش قتل 15 مسلحاً وفَقَد جنديين في المنطقة ذاتها أمس الأول. وتلت هذه الأحداث استعادة حزب العدالة والتنمية الحاكم أغلبيته البرلمانية في انتخابات جرت الأحد الماضي. وتعهد الرئيس، رجب طيب أردوغان، أمس الأول بمواصلة العمليات العسكرية ضد حزب العمال حتى «تصفية» آخر مقاتل فيه. في المقابل؛ أنهى مقاتلو الحزب وقفاً لإطلاق النار أعلنوه قبل شهر من جانبٍ واحد، واعتبرت قيادتهم أن «العدالة والتنمية» يتأهب للحرب. ونقلت وكالة «فرات» للأنباء عن بيانٍ للحزب المتمرد «انتهى وقف القتال المعلن من جانب واحد نظراً لسياسة الحرب التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية (الحاكم) والهجمات الأخيرة». وكان أردوغان أشرف حينما كان رئيساً للوزراء على عملية سلامٍ دامت عامين مع المتمردين، لكنها انهارت في يوليو الماضي في أعقاب هجومٍ انتحاري طاول نشطاء أكراد في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية.