لا أعلم ما الذي يعيق وزارة التعليم للقيام بمبادرة التعاون مع الإذاعات الرسمية للدولة، وهي إذاعة الرياض، وإذاعة جدة، وإذاعة القرآن الكريم، وإذاعة نداء الإسلام، وذلك بغية التنسيق لبث برامج إحدى تلك الإذاعات أثناء الفسحة المدرسية، أو الطابور الصباحي، أو أثناء اليوم المفتوح، وأن يتم إعداد برامج موجهة لشريحة الطلاب في ذلك الوقت، تكون متنوعة وفي مختلف المجالات، ليتم من خلالها تعزيز الانتماء الوطني للطلاب عبر الحرص على بث الأغاني الوطنية، ولا أتصور أن المسألة صعبة، فهي مجرد عملية ربط وتشغيل لجهاز «الراديو»، أو تشغيله عبر الحاسب الآلي، وربطه بالمكبرات داخل المدرسة، وليعلم أي معارض للفكرة بأننا منذ طفولتنا في مدارسنا، وأثناء الطابور الصباحي، كنا نستمع إلى الأغاني الوطنية المسجلة، وكذلك أثناء الفسحة، وهو ما جعلنا نرتبط بالأغاني الوطنية، وكذلك بالمدرسة، وقبل ذلك كله بالوطن إلى أن مرّت فترة لا أقول عنها إلا: لا حول ولا قوة إلا بالله. إذ استُبدلت بأناشيد أُطلق عليها اسم «أناشيد إسلامية»، كما هو الحال مع نظام البنوك الإسلامية، ولا أدري مَنْ الذي منحها هذه الصفة، خاصة أن محتوى تلك الأناشيد كان «قتالياً، ترهيبياً، غيبياً»، ولم أعرف ماذا كانت غاية المنشدين من تقديم تلك القصائد، التي فُرضت علينا من «متشددين»، بينما الأغاني الوطنية، التي نشأنا عليها، كانت رسالتها عميقة، وهي «حب الوطن»، خاصة أن بعض المتشددين العقيمين فكرياً وروحياً، أثاروا في تلك الفترة، وأذكر ذلك جيداً، فكرة أن السلام الملكي يعتبر موسيقى، ولا يجوز الاستماع إليه، وهو ما أثار حفيظتنا بصفتنا محبين لتراب هذا الوطن ضد هذا الفكر العفن المستورد، الذي انتهت صلاحيته، ولا ينتمي إلى أي زمان أو مكان. أعود وأقول: يجب على الإذاعات الرسمية، حتى المعنية بالشأن الديني «القرآن الكريم، ونداء الإسلام»، أن تقوم ببث برامج مخصصة للطلاب في ذلك الوقت، على أقل تقديرٍ أن تقدم بصورة صحيحة المفاهيم الإسلامية، التي يُشرف على إعدادها أهل العلم من المختصين في الدولة، والمعنيين بالشأن الإسلامي، علاوة على تقديم برامج أخرى من باقي الإذاعات، نضمن من خلالها، بإذن الله تعالى، تحصين شباب وبنات الوطن من الأفكار الجاهلية، و«المزاجية»، التي تهدف إلى التسلط، وفرض النفوذ. وفي النهاية، ليعلم المعارضون والمتشددون والداعشيون والمتسلطون بأنه لا صوت يعلو فوق صوت الدولة.