خلق ربنا المرأة لتكون جنباً إلى الرجل، لتضطلع بأدوار عديدة في حياته لتبني في عمقه أساسا متينا، ليتحد كيانه النفسي مع كيانها، فتبدأ تلك العلاقة العريقة بأسس سليمة تكاملية، فمنذ لحظة الولادة يجد الرجل المرأة كأم تربيه وتعتني به و ترعاه، وعندما يترعرع و يكبر يجدها تشاركة حياة الطفولة كأخت، و تقاسمه حياته وتفاصيلها كزوجة، وتحمل عبء كبره وتشاطره الحنان واللطف وتجد له فطرة الأبوة كابنة، لذلك خلقت المرأة من أجل الرجل ولهذه العلاقة مبادئ واضحة. فشريعتنا الإسلامية تحترمها و تعطيها حقها من رحمة ومودة و بّر، تضع لها إطارا واضحا من الحقوق والواجبات بما يوافق الفطرة السوية، وفي الحياة نجد أن المرأة تحتاج الرجل في أدوار شتى وفي مراحل عمرية مختلفة، في أن تجد منه السند والعون والقوة والصرامة التي تفتقدها في نفسها، وذلك لفطرتها التي فطرها الله عليها من لين و حنان وهشاشة عاطفية، تجعلها بحاجة مستمرة لرجل. ولا ننكر أن للمرأة دورا متينا في نجاح الأسرة، فلو كانت المرأة عديمة المسؤولية فل ينجح الرجل لوحده في تكوين أسرة سوية والعكس صحيح، وهنا يكون العبء أكبر على المرأة. فكثير من العلاقات الزوجية في تكوين أسرة تفقد مقومات النجاح، ولكن لأن الزوجة ذكية مثقفة وقبل كل هذا ترغب في رضى خالقها، أنجحت تلك العلاقة في أسس تتمثل في حسن الظن بالله؛ بأنها ستجني ثمر صبرها و اجتهادها مع هذا الزوج غير الكفء من أجل تغيرها للأفضل، والأخذ بيده نحو النجاح والتوافق والرضى لما يؤول حالهما إليه؛ فلا شيء يتغير في يوم وليلة بل على العكس، كلما صعبت الأمور طالت المدة اللازمة لتغييرها، وبالتالي تتأخر اللحظة المرتقبة ولكن ستكون أجمل وأكثر استحقاقا للمثابرة، لأن الصبر دوما مفتاح الفرج. إضافة إلى صم الأذان وإحكام إغلاق الفم، حيث أنصح الزوجة باجتناب البوح والثرثرة بما تعيش من صعوبات ومشكلات زوجية، ابتداءً من أبسط اليوميات مع زوجها حتى أصعب وأكثر الأمور تعقيداً، لأنه مهما وجدت من يسمع لها لابد أنه لا يكترث وقد يأخذ صورة سلبية عن تلك العلاقة، وقد يحكم عليها بالفشل، وبالتالي تكون عاملا سلبيا يؤثر على رغبته في تغير حياتها مع هذا الزوج. ومن أهم الأسس تطوير الذات، حيث تحتاج المرأة لتطوير ذاتها واكتساب مهارات جديدة و رفع مستوى ثقتها بنفسها من خلال التعلم، فلن تستطيع أن تغير ماحولها إن لم تبدأ بنفسها، فلربما كان بشخصيتها خلل بسيط كان هو مسببا الاعتلال بين الطرفين. وعليها أن تطبق مبدأ الإحسان يجلب الامتنان, فعلى المرأة أن تحسن لزوجها وأن تقوم بواجباته على أكمل وجه، وأن تؤدي دورها بنفس طيبة، وأن تكون سباقة له بالإحسان لتجد منه الامتنان وحسن التعامل، حتى يسود بين الطرفين الإحسان. وعليها اتباع الصراحة بأدب كي تتخذها جسرا لحل الخلافات وتفهم موقف الطرف الآخر، ولكن لا تأخذ موقف العداء والتهجم لترمي عليه سهاما من الخصام، فهذا بلاشك سيدخلها في خلاف آخر يجعلها تشعر بالسوء والغضب وأحياناً الظلم، لذا اختاري كلماتك بعناية واخفضي نبرة صوتك وتحدثي بتركيز مختصر عما أزعجك من الطرف الآخر تجدي مايسرك من إنصات ثم تفاعل كما توقعت ولربما أفضل مما توقعت بكثير. المرأة الذكية من تجعل زوجها يشعر بقيمة وجودها في حياته و تأثيرها الإيجابي، ومن ثم يغدق عليها الاحترام والحب والمال وهو مقتنع أنها تستحق، ويساهم في دوره كأب لراحته و استقراره معها ومع الأبناء، وكذلك في إنجاح عملها إذا كانت تعمل، بل يكون فخورا بها و يساندها في حال النكبات والمصائب، مواسيا لها في أحزانها، وهذا كله لا يتأتى إلا في حال احتوت المرأة رجل حياتها بتقدير و إحسان، وقبل هذا كله الاحترام ونشدد على الاحترام، لأن بعض النساء يمارسن عادات الانتقاص من الزوج بأبسط الممارسات كأن ترفع صوتها عليه، تستقبله بعبارات اللوم والعتب ما أن يدخل المنزل أو أن تتهكم على أسلوبه في الحديث، تسخر من الأمور التي يحبها، كالنادي الرياضي المفضل أو خسارة فريقه في إحدى المباريات، و ربما يتعدى ذلك بأن تصوره دون علمه وترسله لقريباتها عبر وسائل التواصل، و تريهن كيف أنها مبتلاة ب(هذا الرجل) و ترسل صورا كثيرة قد لا تشعر المرأة أنها مؤذية لعلاقتها بالزوج وتضر بحالهما و تكون سبب تعاستهما. نصيحة أخيرة للمرأة، بقلبك الكبير المتسامح وابتسامتك الجميلة، ستجعلي الزوج يسعى جاهداً للحفاظ عليك وصيانتك كالدر الثمين.