أعلن الجيش الإسرائيلي ومسعفون مقتل فلسطيني طعن جندياً أمس خلال مواجهات بالقرب من الخليل بجنوبالضفة الغربية في آخر حادث من نوعه منذ بدء أعمال العنف قبل ثلاثة أسابيع. وقال الناطق باسم الجيش إن «فلسطينياً هاجم بالسكين عنصراً في الجيش خلال مظاهرة عنيفة بالقرب من بيت عوا (جنوب غرب الخليل) ورد الجنود بإطلاق النار على المهاجم»، بينما أكد مستشفى الخليل مقتل الفلسطيني البالغ 23 عاماً ويدعى عدي مسالمة. وقال شاهد عيان «كنا في المواجهات وعدي كان يقف أمام بوابة على بعد متر منا» ويحمل بيده «كيساً لا نعرف ما فيه». وأضاف أن الجنود حاولوا طرده أكثر من مرة من المكان «لكنه كان يقول أنا أقف أمام بيتي». وقال الشاهد إن الجنود أطلقوا النار على مسالمة عندما حاول الاقتراب منهم «لكننا لم نسمح للجيش بأخذه وأحضرناه إلى مستشفى عالية (في الخليل) حيث استشهد». وأكد الشاهد أن «المواجهات لا تزال مستمرة في بيت عوا». كما أصيب إسرائيليان، جندي ومدني، أمس بجروح طفيفة في هجوم بسيارة حاولت دعسهما في الضفة الغربيةالمحتلة، فيما تم قتل سائقها كما أعلنت الشرطة والجيش الإسرائيليان. وقالت الشرطة إن الهجوم وقع على الطريق، التي تربط بين القدس والخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة عندما كان الجنود يحرسون مفترق طرق قبل كتلة غوش عتصيون الاستيطانية. من جهته، حض وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير إسرائيل والفلسطينيين أمس على «عدم صب الزيت على النار»، داعياً إلى «خفض مستوى التوتر» بعد تصاعد العنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وقال شتاينماير خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة «أناشد جميع الأطراف المعنية عدم صب الزيت على النار الآن، والعمل باعتدال على تهدئة الوضع لأن أي تصرف آخر سيزيد اشتعال الصراع مع عواقب لا تحصى». وأضاف «نتوقع من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن يستغلا الإمكانات المتاحة لهما للمساهمة في خفض مستوى التوتر». وأكد شتاينماير، على هامش مؤتمر منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، الذي عقد في منطقة البحر الميت (خمسين كلم غرب عمان)، أنه «لا يمكن تحقيق سلام دائم في المنطقة إلا إذا حققنا حل الدولتين حتى تعيش إسرائيل إلى جانب الفلسطينيين بسلام». وقال إن «التطورات الأخيرة أظهرت أهمية إعادة إطلاق عملية السلام للتغلب على عدم التواصل بين إسرائيل والفلسطينيين، في الوقت نفسه نحن نعي صعوبة هذا». من جهته، قال وزير الخارجية الأردني خلال المؤتمر الصحافي إن «الجميع يريد أن يتواصل مع كل الأطراف في اجتماعات ثنائية لمحاولة احتواء الأزمة». وأضاف أن «العالم ينهمك باحتواء أزمة تلو أزمة نتيجة الاحتلال وعدم حل القضية الفسلطينية، نريد حل هذه القضية حتى تنعم شعوب المنطقة كافة بالأمن والسلام». وأكد أن «ما أشعل الأزمة الأخيرة هو الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف». وقال جودة «كلنا يدري أن هناك متطرفين إسرائيليين يرغبون بالمضي قدماً في عملية التقسيم الزماني والمكاني، وهذا مرفوض بالمطلق وسنتصدى له بكل ما يتاح لنا». وأضاف «لن نسمح لأي كان بتغيير الوضع القائم، وأنا أتحدث عن الوضع القائم التاريخي وليس ما تفرضه إسرائيل كل يوم». وأعلنت الحكومة الفلسطينية، التي يترأسها رامي الحمد الله أمس «أن الهبة الشعبية لا يمكن أن تنهيها الإجراءات الأمنية القمعية، التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية في حق المواطنين». وقالت الحكومة عقب جلستها الأسبوعية، التي عقدت في رام الله «الحل الوحيد يأتي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس والخلاص من الاحتلال وجرائمه العدوانية المتواصلة في حق أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا».