أجمع عقاريون على أن إنشاء مدن جديدة في الأطراف، سيساهم في حل أزمة الإسكان ويخفض أسعار الأراضي. وأوضح العقاريون ل»الشرق»، أن 80% من المترددين على السوق حاليا يسعون للشراء بغرض البناء وليس المضاربة، وأن النسبة المتبقية تمثل شريحة المضاربين الذين تسببوا بشكل مباشر في ارتفاع أسعار الأراضي خلال السنوات الماضية، خاصة في مدينتي الدمام والخبر.وأشاروا إلى أن الركود الذي يخيم على سوق العقار في الشرقية، أتى بعد أن شهدت أسعار العقار ارتفاعات كبيرة شملت مخططات بعيدة لم تصلها الخدمات الأساسية، ما أدى إلى تخوف الكثير من المتعاملين في السوق لاسيما المضاربين، وهو ما انعكس بشكل مباشر على انخفاض عمليات البيع والشراء التي بدأت تتراجع الشهرين الماضيين. قلق المتعاملين أفاد عضو اللجنة العقارية في غرفة الشرقية عبد اللطيف الفرج، أن الفترة الحالية التي يمر بها سوق العقار، جاءت بعد أن وصلت أسعار العقار الى أرقام فلكية خاصة الأراضي التي تقع في مخططات غير مخدومة وأخرى خارج النطاق العمراني، لافتا إلى أن محدودية التداول على مناطق معينة أثرت بشكل ملفت على السوق وهو ما أقلق المتعاملون في السوق وتسبب في انسحابهم ليشهد السوق حالة من الركود، متوقعا أن يعقب هذا الركود موجة تصحيح. ورأى الفرج أن وزارة الإسكان لن تستطيع بمفردها حل مشكلة السكن أو مواجهة ارتفاع أسعار الأراضي، مطالبا بتضافر جهود الجهات ذات الاختصاص، فالبنوك يجب أن يكون لها دور فاعل في تمويل المواطنين بما يتناسب مع شروط وأنظمة الوزارة من خلال برنامج «ضامن»، إضافة إلى دور وزارة البلديات التي يجب أن تساهم بشكل كبير في إيجاد أراض لمشروعات وزارة الإسكان المستقبلية، كما يجب على شركة أرامكو أن تسارع في حل مشكلات محجوزات الأراضي. أرقام فلكية من جهته، عزا المستثمر العقاري علي الجبالي، الهدوء الذي يخيم على السوق إلى المضاربات العشوائية التي طالت السوق خلال السنوات الخمس الماضية، إذ وصلت الأسعار إلى أرقام فلكية مقارنة بالخدمات الموجودة في تلك المواقع.وأشار إلى أن المضاربين هم المستفيد الوحيد من ارتفاع الأسعار، إذ استغلوا تصريح الأمانة في أوقات سابقة للبناء في بعض المخططات الواقعة على أطراف المدن في رفع الأسعار.وقال الجبالي إن مراكز المدن التي تشهد كثافة سكانية كبيرة في المراكز الحيوية مازالت محافظة على أسعارها، وربما ارتفعت نتيجة الطلب المتزايد عليها من قبل راغبي البناء والسكن مباشرة دون انتظار لتوفير الخدمات في مخططات بعيدة غير مخدومة.ورأى أن أحد الحلول التي قد تساهم في خفض الأسعار وإعطاء فرصة لمحدودي الدخل لتملك الأراضي هو إنشاء مدن جديدة على الأطراف بمشاركة من القطاع الخاص الذي سيحقق من خلال هذه المدن مكاسب مادية توازي الجهد والخدمات التي يقدمها. دور المزادات بدوره، لفت نائب رئيس اللجنة العقارية في غرفة الشرقية خالد بارشيد، إلى أن المزادات العقارية لعبت دورا في ارتفاع أسعار الأراضي بناء على الأسعار التي تطرح بها المزادات، التي غيرت رأي الكثير من المواطنين في شراء الأراضي بسبب ارتفاع الأسعار.واتفق مع الجبالي في أن إنشاء مدن جديدة في الأطراف يمكن أن يساهم في حل الأزمة ويعطي المنطقة مجالا أكبر في التوسع الأفقي للقضاء على الازدحام والتكدس. عبد اللطيف الفرج علي الجبالي خالد بارشيد