يقص الأهلي والنصر الليلة شريط المنافسة الحقيقية والجماهيرية في دوري عبداللطيف جميل، وهي بداية مناسبة لفترة توقف بلغت ثلاثين يوماً. الأهلي والنصر البطل والوصيف في الموسم الفائت وجهاً لوجه بذكريات فوز الوصيف ذهاباً وإياباً وبذكريات التتويج للنصر وبذكريات الهداف عمر السومة والوصيف السهلاوي. الكبيران في اختبار نموذجي على مستوى المنافسة المحلية، وفي اختبار أكبر على مستوى الثقة بالنفس والإمكانات الفنية والبدنية، وفي اختبار الحصول على دفعة معنوية مميزة. يمين المنصة أو شمالها حديث غير مسؤول، وفي التوقيت الخطأ، ومحاولة بليدة تشم منها رائحة الإثارة واللعب خارج الملعب، وستنتهي مع صافرة البولندي. لن يحول جلوس دكة البدلاء يمين الملعب أو شماله أو في المنصة أو حتى مكان الحكم الرابع فريقاً كبيراً كالأهلي من أن يأتي بالنصر، كما أنه لن يجعل جماهير النصر مُطمئنة كثيراً على وضع فريقها الفني داخل الملعب. على رئيس مجلس إدارة نادي النصر أن يجلس في المكان اللائق به كرئيس مجلس إدارة لنادٍ كبير، فالتذاكي الإعلامي لا ينجح دائماً ولا مع كل الفرق، وربما تدفع الإدارة النصراوية ثمناً لذلك مع صافرة النهاية. ستُحسم القضية في الاجتماع الفني للمباراة، وقد يُصافح القرار النصراوي الفكر الأهلاوي، لكن كنّا في حاجة إلى نقاش مسؤول يحمل وعياً أكبر في مباراة دورية لا تتجاوز ثلاث نقاط. النصر يتحسن، وفترة التوقف سمحت للفريق بمراجعة أوراقه الفنية بعد أن شهدت بداية تراجع واضح في المستوى الفني، وأمامه مهمة صعبة تتطلب من لاعبيه جهداً مُضاعفاً. أشعر بقلق مدرج النصر، ويمكن مشاهدته جلياً إعلامياً وجماهيرياً وإدارياً، لكن استدراكه يجب أن يكون فوق أرضية الملعب لا في أحاديث جانبية تُفقد اللاعبين التركيز. الأهلي الوصيف والأفضل في كثير من المواجهات الدورية بين الفريقين على عاتق نجومه مباراة لا تقبل بأنصاف الحلول. مباراة تُعد مناسبة جميلة لمغازلة البطولة المُنتظرة، ويملك الفريق طموحات المنافسة المُدعمة بأوراق فنية قوية وتحت أنظار مدرج هادر يعشق لغة الفوز. التاريخ لن يُفيد الأهلي في مباراة الليلة، ولن يمنع النصر من حقه المشروع، لكن التاريخ سيتحدث بلغة واثقة بأن الجوهرة حظيت بكلاسيكو من نوع آخر.