بالأرقام وبشهادة النقاد النصر والأهلي يتقاسمان الأفضلية والمتعة في دوري عبداللطيف جميل هذا الموسم، فمزايا الاستقرار العناصري والإداري وتوفر البديل الجاهز وتكامل الأوراق مؤشرات تؤهل أحدية الدوري لتكون إحدى أجمل مباريات دورينا. يحترم الطرفان بعضهما بعضاً ويسيران بطموحهما في اتجاه لقب بطولة الدوري وهو أمر مستحق. يحرث إعلام الفريقين بحثاً عن معلومات مُقلقة لعل وعسى، غير أن صافرة المجري وأرضية الملعب في حدها الحد بين الجد واللعب. ولأنه النصر الحاضر بثوب البطل فإنه مؤهل لزيادة الفارق إلى 8 نقاط، وأيضاً لأنه الأهلي المتوثب الذي لم يخسر، والذي لا يقبل بأنصاف الحلول في المباريات المفصلية، فإن فارق النقطتين ممكن. سيكون مساء الأحد مثيراً وستتابعه ملايين العيون الخليجية والعربية وسيستأثر بالحديث طويلاً. كل ما يهمني مباراة نخبوية تعكس مستوى المنافسة المحلية التي ازدانت هذا الموسم بفريقين من الزمن الجميل. منتصف الملعب كلمة سر المباراة الأولى، وهو مصدر تفوق لا يحتاج دليلاً، وبدائله هي الأخرى مميزة، وهو ما يجعل التوقع للمباراة شبه مُستحيل. النصر أكثر هدوءاً وغير مُطالب بنقاط المباراة، وبقاء فارق النقاط الخمس مع تبقي 6 جولات أمر ليس سيئاً، أما الأهلي فهو في موسم الضغوطات معني ب3 نقاط لا غير لكسر حاجز الفارق النقطي وانتظار النتائج الأخرى التي قد تخدم الفريق. أحدية الدوري يجب أن تأتي في مستوى المناسبة، ويجب ألا تعكرها فهلوة بعضهم. اتركوا النصر والأهلي ليلعبا في أرضية الدرة مباراة تنافسية حقيقية، اتركوهما فلن يأتي بالفرح ثرثار أو متذاكٍ أو متلاعب بمشاعر المدرجات. ثنائيات كثيرة في خطوط الفريقين تملك المقدرة على انتزاع الآهات وصناعة لوحة فنية آسرة وتستحق التهنئة على الأداء. المباراة تشترك فيها أطراف حيوية مؤثرة، فالناقل الرسمي والرابطة والاتحاد السعودي لكرة القدم والحكام ومجلس إدارة الفريقين وجماهيرهما وإعلام كل فريق أطراف مؤثرة وأي تجاوز قد يبعث بما لا تُحمد عقباه. بنسبة كبيرة ستدين الكرة لمن يلعب بثقة وبروح وجماعية، مضافاً إلى ذلك تنفيذ تعليمات الجهاز الفني، وسنقول له في النهاية «مبروك» لأنه هزم من ينافسه على الأفضلية.