التجاذب الإعلامي الأهلاوي الشبابي الذي سبق اللقاء وذكريات تداعيات الماضي القريب المؤلمة للشباب من تلقيه ضربتين موجعتين من الأهلي.. تخيم مساء بعد غدٍ السبت على اللقاء المثير الذي يجمع العملاقيين المتنافسين للفوز بلقب دوري زين على ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة، حيث معقل قلعة الكؤوس وحامل اللقب الأخير لكأس الملك للأبطال. والأخضر الأهلاوي يأمل في توجيه ضربة ثالثة للشباب ومنافسه سيسعى إلى فرض الحزن في جدة والعودة للرياض بطلاً لا وصيفاً في لقاء عالي القيمة الفنية تؤكده الأرقام أن الأهلي والشباب هما الأفضل على الإطلاق من بين فرق دوري زين وفوز أيّ منهما باللقب استحقاق جدير لمن يحققه. والمؤشرات الرقمية تؤكد ملاءتهما الفنية فقد تساويا في عدد مرات الفوز في مشوارهما الطويل في دوري زين بتسعة عشر فوزاً لكل منهما ويتفوق الشباب نسبياً على الأهلي بأنه الفريق الوحيد في الدوري الذي لم يهزم طيلة 25 جولة في حين تلقى الأهلي هزيمتين في مسيرته ويحتفظ الفريق الأخضر بتفوقه الهجومي بتسجيله 59 هدفاً مقابل 49 للشباب. ولكن وعلى المستوى الفارق النقطي وهو الذي في صالح الشباب ويكفيه التعادل هناك قوة مضادة للميزة الشبابية والمتمثلة في الدعم المعنوي الهادر لجماهير الأخضر المتوقع أن تغطي أرجاء الملعب باستثناء الجهة الشمالية للمنصة والتي ستخصص لجماهير الشباب والإمداد المتوقع من جماهير الاتحاد. كما أن هناك ميزة أخرى لصالح الأهلي في نجاح إدارته في السيطرة على زوابع ما قبل اللقاء وأبقت فريقها في حالة من التماسك النفسي في حين ظهر عكس ذلك في الشباب من تأثير التجاذب الإعلامي بين الناديين وظهر ذلك بوضوح من الحالة العصبية الفنية والإدارية للطاقم الشبابي في مباراة الاتفاق في الجولة 24. ونجوم الأهلي وقد قطعوا مشواراً طويلاً بدعم لافت من جماهيرهم الكبيرة سيسعون لجعل مساء السبت يوماً أخضر في جدة ترقص فيه جماهيرهم حتى الصباح بعودة الأمجاد الكبرى لفريقهم من جديد بعد غياب يتجاوز العقدين عن لقب الدوري. وفي المقابل فإن الشباب قد يكون قادراً على التعامل مع رهبة المدرجات الخضراء على الرغم من أن هدير جماهير الأهلي الملقبة ب(المجانين) مخيف، فقد تعود على تجاوز ميزة التفوق الجماهيري المطلق لصالح خصومه في كل الملاعب المحلية وهو ليس بالفريق الهين ولن يفرط في لقب هو أقرب له من الأهلي كونه يلعب بفرصتين. وكل شيء في الفريقين على المستوى الفني ينبئ بلقاء قوي مثير لكن التداعيات والتجاذبات السلبية التي سبقت اللقاء ربما ستكون حاضرة وبدرجة أكبر في الشباب من بقايا آثار توابع الأعراض الانسحابية للماضي القريب على خلفية قبول احتجاج الأهلي الموسم الماضي على إشراك لاعب موقوف آسيوياً وترتب عليه ضربتان موجعتان للشباب بخروجه من كأس الأبطال وضياع فرصة تأهله آسيوياً أيضاً. وتحت ضغط الشحن النفسي المتوقع لرد الاعتبار للضربتين وللحيلولة دون حدوث ثالثة يواجه الشباب متصدر الدوري ب63 نقطة وبفارق نقطتين عن منافسة على اللقب وضعاً صعباً خارج أرضه قد يستغله الأهلي لصالحه نفسياً لإحداث قدر من الارتباك في صفوفه إن بكر الفريق الأخضر بالتسجيل وأربك الهدير الجماهير الأخضر قدرة الضيف على التركيز. يبقى القول إن لقاء الأهلي والشباب هو العنوان الكبير لجولة الختام ويتصدر المشهد الرياضي جماهيرياً وإعلامياً وهو لقاء غني بمؤشراته الرقمية وملاءته الفنية ولعله يكون كذلك من حيث الأداء وتعامل اللاعبين مع أحداث اللقاء بتجاوزهم آثار التسخين السلبي خارج الملعب التي سبقت اللقاء. وتبقى إشارة أن ديربي القصيم بين الرائد والتعاون سيكون علقماً على أنصار التعاون لو وقع الرائد على صك هبوطه للأولى في حالة فوز القادسية على النصر في الرياض وعلى ضوء نتيجة القادسية والتعاون سيتحدد من يرافق الأنصار للدرجة الأولى.