شنَّت مقاتلات التحالف الدولي ضد الإرهاب 21 ضربةً جديدةً ضد تنظيم «داعش» في العراق، فيما واصلت القوات النظامية لهذا البلد عملياتها المستهدِفة استعادة مدينة الرمادي، تزامناً مع إعلان مصدر عسكري تمكُّن الجنود من دخول مدينة بيجي. يأتي ذلك فيما قدَّرت منظمة الهجرة الدولية عدد المشرَّدين العراقيين جرَّاء المعارك بأكثر من 3 ملايين شخص. وأعلنت قوة المهام المشتركة، الناطقة باسم التحالف الدولي، شنَّ مقاتلاته أمس الأول 21 ضربة قرب مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار. وأسفرت 7 منها عن إصابة وحدات تكتيكية وتدمير مواقع قتالية وموقع قذائف مورتر ومركبات، بحسب القوة المشتركة. وسيطر «داعش» على الرمادي مطلع الصيف الماضي بعد انسحاب مفاجئ لآلاف الجنود النظاميين. وتسعى بغداد منذ ذلك الحين إلى استعادة المدينة إضافةً إلى مدينة بيجي الاستراتيجية الواقعة شمال محافظة صلاح الدين على بعد 200 كلم عن بغداد. وواصلت القوات النظامية المسنودة من التحالف الدولي، أمس الجمعة، محاولاتها لاستعادة السيطرة على بيجي. وتُمثِّل المدينة وما حولها منفذاً للوصول والسيطرة على مناطق أخرى بينها محافظة الأنبار التي يجري العمل على استعادة مدنِها عبر مسارٍ عسكري موازٍ. وأفاد ضابط عراقي برتبة عقيد في الجيش ب «تمكن القوات من دخول بيجي والسيطرة على الحي الصناعي ومناطق مهمة». وذكر الضابط أن «قواتنا تسيطر على حوالي 60 % من المدينة ولم يبق سوى عدد قليل من العناصر المتطرفة». جاء ذلك غداة إخراج مسلحي «داعش» من مصفاة نفط ضخمة تقع إلى الشمال من هذه المنطقة. وتحاول فرق أمنية إبطال العبوات الناسفة التي تركها المسلحون في محيط المصفاة التي تعرضت لدمار هائل. وكانت هذه المنشأة تنتج في فترة سابقة 300 ألف برميل نفط يومياً وتغطي نصف حاجة البلاد من المشتقات البترولية، لكنها لم تعد صالحة للعمل بسبب تدمير غالبية وحداتها وبنيتها التحتية جرَّاء المعارك. وتحدَّث ضباط في قوات الأمن أمس الأول عن مقتل ما لا يقل عن 6 إرهابيين خلال اشتباكات وقعت داخل مجمع المصفاة. كما عُثِرَ في المكان على جثث نحو 15 مسلحاً وسط أنباء عن نقل «داعش» عدداً كبيراً من عناصره المصابين جرَّاء المعركة إلى مستشفيات بلدتي الحويجة والشرقاط القريبتين. وإلى الغرب من بيجي؛ أفاد مصدر أمني بفرض القوات حصاراً على بلدة الصينية «التي تربط المنطقة بالأنبار». وأفصح عن توجيه ضربات صاروخية ومدفعية متزامنة مع قصف جوي تمهيداً لعملية برية تقتحم الصينية وتطهِّرها. وانطلقت هذه العمليات منتصف الأسبوع الفائت لاستعادة السيطرة على مناطق محافظة صلاح الدين ذات الغالبية السنية. وخرجت مناطق في «صلاح الدين» عن سيطرة الحكومة المركزية في يونيو 2014 بعد هجومٍ موسَّع ل «داعش». في سياقٍ آخر؛ قدَّرت منظمة الهجرة الدولية عدد العراقيين الذين شرَّدهم النزاع في بلدهم منذ بداية عام 2014 بأكثر من 3 ملايين شخص. وأبلغت المنظمة أمس عن وصول العدد حتى 29 سبتمبر الفائت إلى 3.206.739 شخصاً يمثلون 534.456 عائلة. ووفقاً لها؛ فإن 42% من هؤلاء يتحدرون من محافظة الأنبار الغربية. ويتواصل القتال على جبهات عدة في المحافظة حيث تجري عملية كبيرة لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي. ولاحظ رئيس فرع «الهجرة الدولية» لدى بغداد، توماس لوثار وايز، أن «النزوح داخل العراق يتزايد» وأن «النازحين يحتاجون إلى الدعم الشامل كون معظمهم فرّوا من منازلهم ولم يأخذوا معهم سوى الأشياء التي يستطيعون حملها». وتستقبل الأراضي العراقية أيضاً نحو 250 ألف سوري فرُّوا من بلدهم التي نزح داخلها نحو 7.6 مليون شخص، فيما ارتفع عدد الفارِّين منها إلى نحو 4 ملايين. ويواجه العالم أسوأ أزمة لاجئين منذ 70 عاماً. وأقرَّ الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مؤخراً ب «إفلاس الوكالات الإنسانية الدولية».