أثار قرار إغلاق الأندية الرياضية الصحية النسائية في منطقة المدينةالمنورة البالغ عددها (عشرة) أندية، استياء النساء اللاتي وصفن القرار ب “المفاجئ”، مؤكدات أنه أضر بهن وبصحتهن كونهن اعتدن على ممارسة الرياضة بشكلٍ محترف في هذه الأندية “المصرحة رسمياً”. “الشرق” التقت عددا من نساء المدينة حيث أبدين امتعاضهن من هذا القرار، مبينات أنه تم بدون أسباب واضحة، مطالبات بإعادة النظر في قرار الإغلاق وفتحها عاجلاً، لا سيما وأن توقفهن عن الرياضة يسبب لهن في حصول مردود عكسي صحي سيئ للنساء، مشيرات إلى أن إغلاقها أجبرهن على ممارسة الرياضة في الممشى العام الذي لا يوفر لهن الخصوصية، ويعرضهن للأذى. يجيئ ذلك في الوقت الذي كشف فيه مدير عام صحة البيئة بأمانة مكة محمد هاشم وجود أكثر من ثلاث أندية رياضية نسائية في مكة تعمل دون تصريح، بعلم الأمانة، مبيناً أن الحل ليس في إيقافها بل بمراقبتها وعلاجها بطرق أخرى، منوهاً إلى أن عدم إصدار التراخيص يسهم في وجود سوق سوداء وارتفاع أسعار الأندية النسائية الرياضية في مكة. إعادة نظر وتقول قمر محمد: “كنا نذهب للأندية في المدينةالمنورة لممارسة الرياضة يومياً على الأجهزة والمعدات الحديثة، التي تفيدنا صحيا، ولا يمكن لنا أداءها سوى في هذه الأندية النسائية المغلقة”. ونطالب الجهات المختصة بإعادة فتح الأندية الرياضية الصحية، وإعادة النظر في أسباب إغلاقها، مشيرة إلى أن ذهابهن للممشى العام يضر بهن، نسبة لاحتمال حدوث الإصابات في ظل غياب الرقابة والإشراف الطبي والصحي، أو من ناحية التعرض للأذى كون الممشى يحتضن الجميع من رجال ونساء، مضيفة بأنها وصديقاتها أجبرن على العودة لمنازلهن بعد صدور قرار الإغلاق الذي تسبب في حصول مردود عكسي صحي سيئ للنساء المشاركات في الأندية لأغراض متعددة. قرار مفاجئ وأشارت هند السبيعي إلى أن قرار الإغلاق فاجأ جميع اللواتي يمارسن الرياضة بمختلف أشكالها، وطالبت السبيعي بتسهيل عودة الأندية لنشاطها وتبني أنشطة حديثة بدلا من إغلاقها بدون أسباب واضحة، وقالت: “كنت أرتاد النادي بشكل يومي في الفترة الصباحية، وانتظمت لفترة طويلة وكان حماسي يتزايد يوما بعد يوم إلى أن تفاجأت بإبلاغي من مسؤولات النادي بقرار الإغلاق وجميع الأندية الأخرى في المنطقة، وشعرت بحزن بالغ لعدم وجود أي منفذ آخر أستطيع أن أمارس فيه هوايتي المفضلة”. وزن زائد وأوضحت المواطنة منى حسن بأنها كانت تعاني من الوزن الزائد وأن ممارستها للرياضة والذهاب يوميا إلى النادي مع الزميلات كانت حافزا جيدا لها وأن النتيجة كانت مرضية، مشيرة إلى أنها شعرت باستياء وإحباط كبيرين حين علمت بالقرار، وأكدت أنها بحثت كثيراً عن أي نادٍ آخر لعلها تجد مكاناً تستطيع أن تكمل فيه النظام الرياضي الذي كانت تتبعه يومياً، ولكن محاولاتها باءت بالفشل كون القرار قد عمم على جميع الأندية الرياضية النسائية دون استثناء. وأشارت حسن إلى أن قرار الإيقاف أضر بنساء المدينة، وطالبت الجهات المعنية بتفعيل أدوراها الحقيقية بدلا من إغلاق المنشآت الرياضية النسائية لأسباب غير واضحة، متسائلة بقولها “الأندية الرياضية النسائية موجودة بجدة والرياض والدمام وغيرها من مدن المملكة، لماذا توقفت هنا تحديدا؟!”، وطالبت بمناقشة وطرح الموضوع على الجهات المسؤولة بشكل أكبر حتى يتم منح المرأة أبسط حقوقها في ظل دعم أعلى السلطات والمتمثلة بالقيادة الحكيمة للمرأة السعودية بكافة المجالات”. إجراءات صحية ولفتت خلود فهد إلى أنه في حال أن الإغلاق تم لعدم توفر الشروط والإجراءات الصحية المطلوبة؛ فإنه من الأولى دعم تلك المنشآت حتى يتسنى لها تحسين وضعها وموافاتها بكافة الإجراءات اللازمة عوضا عن إغلاقها، منوهة بأن الجهات الصحية المعنية بقرار الإغلاق اتخذت قرارها دون دراية بما قد يتسبب قراراهم به لمعظم النساء المشاركات بتلك الأندية ويقضين وقتا ممتعاً بها لممارسة رياضتهن وهوايتهن. وطالبت خلود بإعادة النظر بالقرار وتسهيل مهمة مالكي تلك المنشآت في ظل عدم كفاءة الممشى الخاص المقام من أمانة المنطقة وملاءمته للأندية الرياضية النسائية، التي يمارس بها النساء هوايتهن دون مضايقات أو تدخلات تحدث، نظرا لأن النادي مخصص للنساء فقط، مبينة في حديثها بأن الممشى غير مؤهل لاستقطاب النساء كونه بالطريق، وتحتاج النساء لبعض الخصوصية والراحة في أداء ممارستهن. نقص المعدات وأجرت “الشرق” اتصالا هاتفيا بإحدى مديرات الأندية الرياضية المغلقة -رفضت ذكر اسمها- حيث أوضحت أن أسباب الإغلاق من المديرية العامة للشؤون الصحية بالمدينةالمنورة، تمثلت في وجود نقص في الأجهزة وبعض المعدات الرياضية المختصة التي لم تصل حتى الآن لتلك الأندية، لافتة إلى أن إعادة فتح النادي يعود للشؤون الصحية بإصدار الموافقة الرسمية على ذلك. وأضافت مديرة النادي الواقع بأحد المستشفيات الكبرى الخاصة بالمدينة قائلة: “قضية إغلاق الأندية الرياضية النسائية شكلت أزمة نسائية كبيرة، وغالبية هؤلاء على اتصال دائم معي، ومع الموظفات على أمل سماع خبر إعادة فتح النادي والرجوع للوضع الطبيعي السابق”، مؤكدة أن عدد العضوات باليوم الواحد يصل إلى (مائتي) امرأة بمختلف الأعمار، (يؤدي نصفهن بنسبة 50% حصصهن التدريبية في الصباح)، بينما يصل متوسط العدد بمنتصف النهار إلى (أربعين) عضوة، وبالمساء يصل متوسطهن إلى (25) عضوة. أذى صحي وأكدت مديرة النادي في حديثها أن كافة العضوات عبرن عن استيائهن لقرار الإغلاق، واضطرارهن للسير وممارسة رياضة المشي في الممشى العام عوضا عن المكان الآمن الذي كن يرتدنه وتحت رقابة وإشراف طبي مما عرضهن للأذى الصحي والجسدي. ترخيص طبي وقال هاشم “يمنع استخراج أي تصريح لأي ناد رياضي نسائي إلا إذا كان تابعاً لمستوصف أو مستشفى، أي بترخيص طبي من وزارة الصحة تحت مسمى “مركز علاج طبيعي”، مشيرا إلى أن هناك محال تتطلب ترخيصا مسبقا من وزارة الصحة قبل تصريح الأمانة، منوها إلى أن الأنشطة الرياضية تتبع للرئاسة العامة للشباب. وحول شروط استخراج تراخيص الأندية الرياضية النسائية قال “إنه لا شروط تطلبها الأمانة سوى أن يكون لديه ترخيصا من وزارة الصحة فقط”. علاج طبيعي وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور خالد مرغلاني عدم استخراج أي تصريح لأي نادي رياضي نسائي، مؤكدا أن وزارة الصحة تقدم تراخيصها للمستشفيات فقط للقيام بعلاج المرضى إلى جانب العلاج الطبيعي. وتقوم معظم نوادي مكة الصحية على التركيز على رياضة السباحة ورياضة السير والأيروبك، فيما تم إغلاق عدد من الأندية النسائية بمكة. غير نظامية وقال مدير إدارة الرخص الطبية وشؤون الصيدلة في المديرية العامة للشؤون الصحية بالمدينةالمنورة فهد بن أسعد خشيم: “تستند مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة ممثلة بإدارة الرخص الطبية والصيدلة في إصدار التراخيص الطبية على اللائحة التنفيذية لنظام المؤسسات الصحية الخاصة الصادرة بالمرسوم الملكي رقم م/40 وتاريخ 3/11/1423ه، كما أنها تختص بالإشراف على هذه المؤسسات الصحية الخاصة من خلال الجولات التفتيشية للتأكد من تطبيق هذه المؤسسات الصحية للوائح والأنظمة والتعليمات ونخص بالذكر أنه ومن ضمن هذه المؤسسات الصحية الخاصة (مراكز العلاج الطبيعي)، وهي مراكز خدمات صحية مساندة تختص في تقديم خدماتها الفنية للعلاج والتأهيل ومرتبة ومنظمة تنظيما جيداً يفي بالغرض المحدد له في تقديم العلاج الطبيعي، وليس لمزاولة الأنشطة الرياضية للأصحاء والتي يجب أن ترخص من الجهات المختصة بها، وفي حالة التجاوزات لهذه المراكز في تقديم خدماتها الصحية لغير العلاج والتأهيل تتخذ الشؤون الصحية إجراءاتها النظامية في معاقبة أصحاب هذه المجمعات أو المراكز بالإغلاق، ومن هذا المنطلق تجتهد الشؤون الصحية في مراقبة هذه المؤسسات الصحية الخاصة والتأكد من تقديمها للخدمات الصحية للمراجعين من المرضى على الوجه المطلوب نظاما”. الاندية النسائية
صالة تدريب في إحدى الأندية النسائية (تصوير: بدور العسيري)