بدأت قوات الجيش الوطني والمقاومة في اليمن الانتشار في أطراف الجوف شمالاً استعداداً لتحريرها من قبضة المتمردين، فيما رفع المتظاهرون في عدن جنوباً صور خادم الحرمين الشريفين وأعلام دول الخليج العربي خلال احتفائهم بذكرى ثورة 14 أكتوبر ضد الاستعمار البريطاني. وفيما واصلت فرق نزع الألغام الأرضية عملها في المناطق المحرَّرة في مأرب (وسط)؛ جرت مواجهات في الحُديدَة غرباً بين مناهضين للانقلاب ومجموعةٍ حوثية. وأكدت مصادر متطابقة بدء تشكيلاتٍ من قوات الجيش الوطني والمقاومة مسنودةً بالتحالف العربي الانتشار صباح أمس في أطراف الجوف «تمهيداً لبدء معركة تحريرها». وتزامن ذلك مع تعرض مواقع للمتمردين في المحافظة إلى قصفٍ جوي، إذ عاين سكان محليون استهداف غارات شنَّتها مقاتلات التحالف موقع «الصفراء» العسكري ودوريات بالقرب من منطقة براقش. وطاول القصف تجمعات مسلحة متمردة على الحدود مع مديرية نهم التابعة لصنعاء. وبعد إحرازها تقدُّماً في محافظة مأرب؛ تتواصل استعدادات قوات الشرعية لتحرير الجوف. وتمكَّنت فرق نزع الألغام الأرضية في مأرب من تفكيك أكثر من 100 لغم في مناطق الفاو والجفينة والمنين. ونسب موقع «المشهد اليمني» إلى مصادر تأكيدها تفكيك 154 لغماً كانت ميليشيات عبدالملك الحوثي وعلي عبدالله صالح زرعتها في الفاز والجفينة والمنين قبل طردها منها. وتحدثت المصادر عن تعمد الميليشيات زرع الألغام الأرضية أمام منازل المواطنين، الذين نزحوا مع بدء الانقلاب. ولدى عودة عددٍ من هؤلاء إلى مناطقهم؛ تعرَّضوا لانفجارات. وفي تطورٍ ميداني آخر؛ قُتِل مسلح حوثي وأُصيب آخر أمس في مدينة الحديدة خلال مواجهةٍ مع مقاومِين في شارع الأربعين. ويحتل الحوثيون الحديدة، ويقمعون التظاهرات المناهضة لهم، لذا تندلع مواجهاتٌ مسلحة من حينٍ لآخر في محاولةٍ لإخراجهم. وذكر مصدر في المدينة أن مقاومين اشتبكوا مع عنصرين حوثيين في شارع الأربعين ما أسفر عن مقتل عنصر وإصابة الآخر. في غضون ذلك؛ احتشد الآلاف من سكان مدينة عدن في ساحة العروض وسط مدينتهم إحياءً للذكرى 52 لثورة 14 أكتوبر ضد المستعمر البريطاني. ورفع المحتشدون لافتاتٍ تثني على دور التحالف العربي في تحرير محافظتهم وصوراً لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إضافةً إلى أعلام دول مجلس التعاون الخليجي. سياسياً؛ جدَّد الرئيس، عبدربه منصور هادي، دعوته الحوثيين إلى الجنوح للسلم والإعلان صراحةً عن قبولهم تنفيذ القرار الأممي 2216 «دون قيد أو شرط أو تسويف أو مماطلة». وينص القرار على سحب الميليشيات من المدن وتسليم الأسلحة إلى سلطة الدولة وإجراءات أخرى، وسيعني تنفيذه إنهاء الانقلاب على الشرعية. وحثَّ الرئيس المجتمع الدولي على الضغط على الانقلابيين لوقف عملياتهم العسكرية ضد المدنيين والامتثال إلى قرارات المجتمع الدولي، في وقتٍ لفت إلى حاجة بلاده إلى مساعداتٍ مالية واستثمارات لإعادة إعمار ما دمرته الميليشيات. وأعرب هادي، خلال ترؤسه أمس في الرياض اجتماعاً لسفراء مجموعة ال 18 الداعمة للمبادرة الخليجية في اليمن (2011)، عن أسفه لرفض القوى الانقلابية إجماع الشعب على مخرجات الحوار الوطني، واصفاً تجربة معسكر «الحوثي- صالح» بأنها دخيلة على المجتمع المحلي والمحيط الإقليمي. في الوقت نفسه؛ أبدى الرئيس ارتياحه لتمكن الجيش والمقاومة مدعومَين بالتحالف العربي من تحرير محافظة عدن وما جاورها وصولاً إلى مأرب في الوسط وباب المندب في الغرب. بدورهم؛ جدَّد سفراء مجموعة ال 18 دعمهم للشرعية الممثلة في هادي وحكومته، وشدَّدوا على مواصلة دولهم بذل جهود مشتركة لإعادة الأمن والاستقرار إلى الأراضي اليمنية. وتضم مجموعة ال 18 ممثلين عن دول مجلس التعاون، والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافةً إلى ألمانيا وهولندا وتركيا واليابان ومصر ورئيسي بعثتي دول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي لدى صنعاء.