حدَّد البيت الأبيض مهمة 300 جندي قرَّر إرسالهم إلى الكاميرون في جمع المعلومات المخابراتية دون المشاركة في قتال «بوكو حرام»، في وقتٍ أفيد في نيجيريا بقتل مسلحي الجماعة أربعة مدنيين خلال هجماتٍ في مدينة مايدوغوري أحدثت حالةً من الفوضى. وتتمركز جماعة «بوكو حرام» المتطرفة في الأراضي النيجيرية، لكنها تشن هجمات في دولٍ مجاورة. واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش أرنست، إرسال جنودٍ إلى الكاميرون جزءاً من عمليات جمع المعلومات المخابراتية جواً لدعم جهود مكافحة المتطرفين. وربط أرنست، في إفادةٍ له أمس، تزويد هؤلاء الجنود بالسلاح بتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم دون مشاركةٍ في القتال. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أبلغ رئيسي مجلسي النواب والشيوخ في بلاده بقراره نشر تسعين عسكرياً في الأراضي الكاميرونية على أن يرتفع عددهم إلى 300 لاحق، لافتاً إلى موافقة حكومة ياوندي على هذه الخطة. وتعهَّد أوباما، في رسالةٍ التي نُشِرَت أمس، بإبقاء الجنود هناك حتى يصبح وجودهم غير ضروري. وتشارك الكاميرون مع التشاد والنيجر ونيجيريا في حلف عسكري تأسس مطلع العام الجاري لمواجهة «بوكو حرام». إلى ذلك؛ أعلن الجيش في نيجيريا أمس مقتل أشخاص أشخاص على الأقل في مدينة مايدوغوري (شمال شرق) إثر ثلاث هجمات انتحارية شبه متزامنة وقعت مساء الثلاثاء ونُسِبَت إلى الجماعة المتطرفة. وأفاد الناطق باسم الجيش، الكولونيل ساني عثمان، بأن «الانفجارات وقعت بفارق ثلاث دقائق»، وقدَّر عدد القتلى ب سبعة بينهم ثلاثة انتحاريين مع إصابة 11 شخصاً تفاوتت حالتهم بين حرجة وخطيرة. وكان مسؤولون في الصليب الأحمر وشهود عيان قد تحدثوا عن «ثلاثة انفجارات هائلة وقعت في مايدوغوري وخلَّفت عديداً من القتلى». ولم تتبن أي جهة الهجمات. وذكر شاهد عيان يُدعى بشير محمد أن «الفوضى كانت تعم المكان، حيث ركض الناس في كل الاتجاهات». وبدأت «بوكو حرام» عام 2009 حركة تمرد أوقعت ما لا يقل عن 17 ألف قتيل وشردت أكثر من 2.5 مليون شخص. وبعد سلسلة من النكسات العسكرية التي لحقت بها؛ تُضاعِف الحركة الهجمات على قرى معزولة.