نشرت شرطة الاحتلال صباح أمس حواجز على مداخل الأحياء العربية في القدسالشرقية في إطار إجراءاتٍ جديدة اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ليل الثلاثاء- الأربعاء لوقف الهجمات التي ينفِّذها فلسطينيون. وعاين شاهدٌ عناصر شرطةٍ إسرائيليين مدججين بالسلاح وهم يفتشون السيارات الخارجة من حي جبل المكبر الذي يشهد مواجهات متكررة. وأفادت المتحدثة باسم شرطة الاحتلال، لوبا سمري، في بيانٍ لها بوضع نقاط تفتيش مختلفة على مخارج القرى والأحياء العربية، فيما تتوقع مصادر إسناد هذه النقاط بقوات عسكرية. ويتحدّر 3 شُبَّان شنوا أمس الأول هجومين أحدهما بالرصاص من حي جبل المكبر. وقُتِلَ 3 إسرائيليين في الهجومين، اثنان داخل حافلة هوجمت بسلاح ناري في القدسالشرقية والثالث طُعِنَ في القدس الغربية. ويُذكِّر الهجوم على الحافلة في حي أرمون هنتسيف بالهجمات التي شُنَّت في الانتفاضتين الأولى عام 1987 والثانية عام 2000، حيث كانت وسائل النقل هدفاً للمهاجمين. وفي الهجوم الثاني؛ صدم سائق سيارة مارَّة قرب موقف للحافلات في شارع لليهود المتدينين قبل أن يترجل ويهاجمهم بسكين ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر بجروح طفيفة، بينما أصيب المنفذ علاء أبو جمل. وأبو جمل ابن عم الشهيدين غسان وعدي أبو جمل اللذين شنَّا في 18 نوفمبر 2014 هجوماً على كنيس يهودي في حي هار نوف في القدس الغربية ما أدى إلى استشهادهما ومقتل 4 حاخامات وشرطي. وأسفرت موجة المصادمات الحالية في الأراضي المحتلة عن استشهاد 30 فلسطينياً ومقتل 7 إسرائيليين. ويعدُّ وضع حواجز على مداخل كافة الأحياء العربية في القدسالشرقية إجراءً استثنائياً. ومنحت حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية الشرطة حق إغلاق أو فرض حظر تجول في أحياء في حال حدوث احتكاكات. ونُصِبَت 5 حواجز في حيي صور باهر وجبل المكبر، حيث فتَّشت الشرطة السيارات وفحصت هويات المارة. واحتلت إسرائيل القدسالشرقية في 1967 وأعلنت ضمها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. ويعتبر الاحتلال المدينة بشطريها عاصمته «الأبدية والموحَّدة»، في حين يطالب الفلسطينيون بجعل الشطر الشرقي عاصمةً لدولتهم المنشودة. ويشعر الشبَّان الفلسطينيون بالإحباط مع تعثُّر عملية السلام واستمرار الاحتلال وتكثيف الاستيطان مع ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات. وتنذر موجة المصادمات الحالية باندلاع انتفاضة شعبية ثالثة بعد انتفاضتي (1987-1993) و(2000-2005). واستُشهِد شاب فلسطيني مساء الثلاثاء في بيت لحم جنوبالضفة الغربية برصاص الاحتلال. وأبلغت وزارة الصحة في رام الله في بيانٍ لها عن «استشهاد الشاب معتز زواهرة (27 عاما) من مخيم الدهيشة في بيت لحم». وبذلك؛ ارتفع عدد الشهداء منذ مطلع أكتوبر الجاري إلى 30 منهم 11 في قطاع غزة، وفق الوزارة. بدوره؛ دعا زعيم المعارضة في إسرائيل رئيس حزب العمل، إسحق هرتزوغ، إلى فرض إغلاقٍ تامٍ على الضفة الغربية ومزيد من القيود على الدخول إلى المسجد الأقصى.