شدَّد ملك الأردن، عبدالله الثاني، على حتمية التوصُّل إلى حلٍ سياسي وشامل للأزمة السورية، فيما أعلنت باريس أن الغارة الأخيرة لمقاتلاتها على مدينة الرقَّة استهدفت معسكراً إرهابياً يضمُّ مقاتلين فرنسيين وناطقين باللغة الفرنسية. وحثَّ الملك عبدالله الثاني، خلال استقباله أمس في عمَّان رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، على إيجاد حلٍ «ينهي دوامة القتل والعنف ويحفظ وحدة الأراضي السورية» على ما أورد بيانٌ ملكي. وأفاد البيان ببحث الجانبين سبل دعم المجتمع الدولي للأردن في تحمُّل أعباء اللاجئين السوريين كونها تستضيف نحو 650 ألفاً منهم. وفي مسارٍ موازٍ؛ بحث الملك عبدالله الثاني وفالس الدعم الاقتصادي المقدَّم من باريس إلى عمَّان و»سُبُل توفير مساعدات ومنح وأدوات تمويل مُيسَّرة للمملكة (الهاشمية الأردنية)، وتطوير البنى التحتية في المناطق التنموية وتعزيز وجذب الاستثمارات»، وفقاً للبيان. ووفقاً للأرقام الرسمية؛ بلغ حجم الاستثمار الفرنسي المباشر في الأردن أكثر من 1.5 مليار دولار عام 2013. فيما بلغت مساعدات باريس المقدَّمة إلى عمَّان لمواجهة أعباء اللاجئين السوريين أكثر من 16 مليون دولار منذ عام 2011. وسيلتقي فالس في الأردن، المحطة الثانية من جولته الشرق أوسطية التي تستغرق 4 أيام، عائلات مسيحية مُهجَّرة من الموصل ثاني مدن العراق. وأدت سيطرة تنظيم «داعش» المتطرف على الموصل في يونيو 2014 إلى تهجير مئات الآلاف من السكان بينهم عشرات الآف المسيحيين. ويُقدَّر عدد اللاجئين المسيحيين العراقيين المُسجَّلين لدى عمَّان بأكثر من 10 آلاف شخص. وإجمالاً؛ يعتزم فالس، الذي زار القاهرة أمس الأول، مناقشة الأزمة السورية وتصاعد التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين ومسائل الأمن والدفاع ومكافحة الإرهاب خلال جولته الشرق أوسطية. ويرافقه وزير الدفاع في حكومته، جان إيف لودريان، ونحو 20 مسؤولاً في شركات فرنسية. في غضون ذلك؛ ذكرت باريس أن الغارة الأخيرة لمقاتلاتها في مدينة الرقة (معقل «داعش» في شمال شرق سوريا) استهدفت معسكراً تدريبياً للتنظيم يؤوي مقاتلين فرنسيين وناطقين بالفرنسية، مؤكدةً بذلك معلومةً نشرتها صحيفة «جورنال دو ديمانش». وأبدت وزارة الدفاع الفرنسية تمسُّكاً ب «مفهوم الدفاع عن النفس» الذي كان أساساً لشنِّها غارتين حتى الآن في الرقة. والغارة الأخيرة نُفِّذت مساء الخميس الماضي بواسطة مقاتلتين من طراز «رافال»، فيما نُفِّذت الأولى في ال 27 من سبتمبر الفائت. ووفقاً للوزارة؛ استهدفت الغارة الثانية معسكراً تدريبياً كان يضم مقاتلين أجانب من «داعش» و»أُنشِئ لمهاجمتنا في فرنسا». وكان من بين المقاتلين فرنسيون وناطقون بالفرنسية، لكن الضربة استهدفت جميع من كانوا في المعسكر.وتوصَّلت باريس إلى معلومات عن الموقع بعد تحقيقات أجرتها أجهزة استخباراتها مع متطرفين مرتبطين بالأحداث في سوريا. ووفقاً ل «جورنال دو ديمانش»؛ كان هناك عديد من الفرنسيين وغيرهم من الناطقين بالفرنسية بين مئات المقاتلين الذين يتلقون تدريبات في المعسكر المستهدَف الممتد على مساحة لا تقل عن 20 هكتاراً ويبعد 5 كيلومترات جنوب غرب الرقة. وكان الوزير جان إيف لودريان أعلن الجمعة إصابة جميع الأهداف، مؤكداً «تم تدمير كل شيء». ونقلت عنه الصحف قوله «نعلم أن في سوريا معسكرات لتدريب المقاتلين الأجانب ليس ليقاتلوا من أجل التنظيم في المنطقة بل للمجيء إلى أوروبا وارتكاب اعتداءات». وذكَّر لودريان بأن «داعش» هو عدو بلاده.