قتل جيش الاحتلال 6 من سُكَّان قطاع غزة، في وقتٍ اتهمت السلطة الفلسطينية حكومة بنيامين نتنياهو بارتكاب مجزرةٍ بشعةٍ «بحقِّ أبناء شعبنا». وأفاد كبير المفاوضين عن السلطة، صائب عريقات، باستشهاد 8 من مواطنيه أمس وإصابة أكثر من 120 آخرين برصاص جيش الاحتلال في قطاع غزةوالضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين. واعتبر عريقات، في تصريحاتٍ صحفية، أن «حكومة اليميني المتطرف نتنياهو ترتكب مجزرة بشعة بحق أبناء شعبنا». وبالتزامن؛ نددت عمَّان ب «جريمة قتل شُبَّان عُزَّل وجرح عشرات على يد الجيش الإسرائيلي». وعبَّرت الحكومة الأردنية عن غضبها واستنكارها للعدوان المستمر. ووصف المتحدث باسمها وزير الدولة لشؤون الإعلام، محمد المومني، قتل الشبَّان الفلسطينيين ب «دلالة واضحة على انتهاكات إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لحقوق الإنسان». وحذَّر من «آثار استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني وما يجُرُّه ذلك من انعكاسات سلبية على جهود إحلال السلام في المنطقة». ودعا المومني، في بيانٍ له، المجتمع الدولي إلى «التدخل الفاعل لوقف التغوُّل الإسرائيلي (…) ودعم إقامة دولة على التراب الفلسطيني». وفي أعنف مواجهات منذ سنوات؛ استُشهِد 6 شُبَّان أمس وأصيب نحو 80 آخرين برصاص الاحتلال قرب قطاع غزة، فيما شهِدَت الضفة الغربيةوالقدس توتراً واحتكاكات. وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الطبيب أشرف القدرة، ب «ارتفاع عدد الشهداء إلى 6 بعد استشهاد الشاب زياد نبيل شرف (20 عاماً) في المواجهات شرق منطقة الشجاعية (شرق مدينة غزة)». ووفقاً له؛ فإن الشهداء هم: الطفل محمد هشام الرقب (15 عاماً)، وعدنان موسى أبو عليان، وأحمد عبدالرحمن الهرباوي، وشادي حسام دولة، وعبد الوحيدي، وزياد نبيل شرف. وجميع هؤلاء في العشرينيات من أعمارهم باستثناء الرقب. وأوضح القدرة أن «كل الإصابات التي أدت إلى الاستشهاد كانت بالرصاص الحي مباشرةً»، مشيراً إلى استشهاد أبو عليان والرقب في منطقة الفراحين الحدودية في خان يونس. وشيَّع آلاف السكان في جنازاتٍ منفصلةٍ كلّاً من الهرباوي ودولة والوحيدي، حيث ردد بعض المتظاهرين هتافات تدعو إلى «الانتفاضة الثالثة ضد إسرائيل». وحدَّد القدرة عدد المصابين خلال المواجهات ب 80 مواطناً نُقِلُوا خصوصاً إلى مستشفيَي الشفاء في مدينة غزة وناصر في خان يونس لتلقي العلاج و«من بينهم 10 حالات بين حرجة وخطرة نتيجة الإصابات المباشرة». ولاحظ أن «من بين المصابين 11 جريحاً تقلُّ أعمارهم عن 18 عاماً»، مطالباً اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظات الحقوقية والإنسانية الدولية ب «فضح جرائم الاحتلال ضد شعبنا الأعزل بعد تعمُّده القنص المباشر في الرأس والرقبة والصدر». وكانت أعنف هذه المواجهات شرق الشجاعية وشرق بلدات خان يونس، على ما أفاد مراسلون وشهود عيان. واتهم المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة، إياد البزم، جنود الاحتلال ب «تعمُّد قتل المتظاهرين السلميين العُزَّل شرق القطاع باستخدام الرصاص المتفجر وإصابتهم في الأجزاء العلوية من أجسامهم، ما يفسِّر العدد الكبير من الشهداء والجرحى خلال أقل من 4 ساعات». وفي محاولةٍ لتبرير استهداف المحتجين؛ أفادت متحدثة باسم جيش الاحتلال ب «اقتراب نحو 200 فلسطيني من السياج الحدودي وقيامهم بإلقاء الحجارة على القوات». وأقرَّت المتحدثة بإطلاق القوات النار على قادة المظاهرة لمنع تقدمها، مؤكدةً «وقوع 5 إصابات» دون الإدلاء بمزيدٍ من التفاصيل. وقبل الاعتداءات؛ وصل مئات الشبان إلى المنطقة الحدودية في شرق غزة رافعين شعار «تضامناً مع القدس». وهذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي تندلع فيها مواجهات قرب الحدود مع القطاع وتسفر عن هذا العدد من الشهداء والجرحى. وتزامن ذلك مع دعوة حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي» إلى «جمعة غضب نصرة للمسجد الأقصى». ووصف نائب رئيس المكتب السياسي ل «حماس»، إسماعيل هنية، الحراك الأخير لمواطنيه في الضفة الغربية وعمليات استهداف جنود الاحتلال ب «الانتفاضة». ودعا خلال إلقائه خطبة جمعة أمس إلى «تعميق الانتفاضة وتصاعدها»، معتبراً أنها «الطريق الوحيد نحو التحرير». وقرب مدينة الخليل؛ استُشهِد فلسطيني أمس بعدما طعن شرطياً إسرائيلياً عند مدخل مستوطنة كريات أربع. وكريات أربع معروفة بمستوطنيها المتطرفين. وذكرت مصادر أن الفتى الشهيد يُدعَى محمد الجعبري. من جهتهم؛ تحدث شهود عيان عن اندلاع مواجهات في عدة مناطق في الخليل، حيث ألقى شُبَّان الحجارة على قوات الاحتلال في مناطق أذنا ويطا ومدينة الخليل ذاتها. وفي مدينة العفولة المحتلة؛ أصيبت شابة من عرب 48 تبلغ من العمر 29 عاماً بالرصاص بعدما حاولت طعن حارس في مدخل محطة الحافلات. وأطلق الحارس النار على الشابة وأصابها بجروح متوسطة، وتم نقلها للمستشفى لتلقي العلاج. وفي القدس؛ اعتُقِلَ شاب فلسطيني يبلغ 18 عاماً بتهمة طعن شاب يهودي ما أصاب الأخير بجروح خفيفة.