الإبداع من أفكار وتنفيذ -وهذا ما حققه سوق عكاظ التاريخي- قد أعاد لنا عبق الماضي وتاريخ وحضارة العرب، وإبداعهم وتميزهم، وربط الماضي بالحاضر، فظهر سوق عكاظ للواجهة من جديد، ليتعرف هذا الجيل على تاريخ العرب الحضاري المجيد وعلى الواقع المكاني والحقيقي لما يحدث في أسواق العرب، فكشف ثقافة وحضارة ماضينا وتاريخنا العربي المتواصل مع تاريخنا الحالي. وهذا ما تحقق من خلال نجاح سوق عكاظ وطريقة تنظيمه وعدد الزوار الذين توافدوا على السوق، لإعادة عبق الماضي بطريقة إبداعية تمثيلية واقعية، أبهرت كل من حضر أو شاهد أو سمع. فنجاح سوق عكاظ يدعونا لتكملة المشروع الحضاري العربي، وربطه بلغتنا العربية الفصحى ومعجزة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-. فلقد نزل القرآن بلسان عربي مبين وفي مهبط الوحي، ليعجز الله أصحاب الفصاحة والبلاغة بالقرآن الكريم، فانبهرت قريش والعرب بلغة القرآن، ولم يستطع أحد أن يأتي بمثله ولو آية واحدة. فهذه الحضارة والثقافة العربية التي انتشر إبداعها في سوق عكاظ مرتبطة بما يحدث في أم القرى مكةالمكرمة، فلن يكتمل نجاح سوق عكاظ إلا بتنفيذ الفكرة الأشمل، وهي تعريب الأماكن والمحلات التجارية والفنادق في مكةالمكرمة، لتكون أسماؤها بلغة عربية فصحى. فتكون أسماء الفنادق بمسميات عربية ومن يعمل فيها، خاصة في الاستقبال بالتحدث والتخاطب باللغة العربية الفصحى، ولا يسمح في مكةالمكرمة إلا بالتحدث باللغة العربية الفصحى في كل المحلات التجارية، وذلك لتكون مكةالمكرمة عربية فصحى ولتكون كذلك خاصة في أيام الحج، وذلك لنعيد للواقع الميداني لغتنا العربية الفصحى، التي حفظها الله وأعزها وأكرمها بمعجزة هذه الأمة، ولنظهر لزوار بيت الله الحرام لغتنا العربية الفصحى، وذلك لينقلوا حضارتنا وثقافتنا وماضينا العربي التليد إلى بلادهم. وهذا يتحقق ويتحقق بإبداع وتوجيه وفكر أمير منطقة مكةالمكرمة، صاحب السمو الملكي مستشار خادم الحرمين الشريفين خالد الفيصل، الذي يتبنى كل الأفكار ويحققها على أرض الواقع، فهو أمير الفكر والإبداع والتطوير. والأفكار تنمو وتتحقق بعزم الرجال الأوفياء، الذين يبذلون الغالي والمميز لأطهر أرض ومكان. حفظ الله قيادتنا ووطننا المعطاء.