سيدي، حامي حمى الحرمين الشريفين، الملك ابن الملك ابن الإمام، الساهر على راحة ضيوف بيت الله الحرام، سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن، جُعلت وأهلي ومالي ونفسي فداك.. سِر ونحن وراؤك حَدٌّ لسيفك، سَرْجٌ لخيلك، ساريةٌ لرايتك، نارٌ لمشعلك، رصاصة لبندقيتك، صقورٌ لسمائك، حِبرٌ لقلمك، حزمٌ لقرارك.. سيدي، العدو يهابنا؛ لأنه يدرك أنك القائد، ويعلم أننا جندك، ويوقن أنه ليس أهلاً للنزال، يندسُّ في ظهور الأقزام، ويختبئ خلف الأكاذيب، ويتوارى وراءك الأحقاد، وينكشفُ في قوله تعالى: «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله». سيدي، إن ما يدعيه أعداء الوطن، من افتراءات، إنما هي قشة ظنوا أن في كيدها نجاتهم؛ فتعلقوا بها، فجاءهم الرد من كل أقطار الأرض صفعاً، فلم يستطيعوا معه أن يديروا وجوههم، ومازالوا يتلقون المزيد. سيدي، لقد سجل التاريخُ في كل الصفحات السياسية للدول، منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، أن قادتها من أحكم الساسة رجاحة في اتخاذ القرار، ومن أعظمهم خُلُقاً بين الحكام، وأكرمهم صبراً على الجهلاء. سيدي، أما أنا وبصفتي أحد جندكم، وإنْ كنت أبدو مُسِنا؛ فإنني قادرٌ على حمل الوطن فوق ظهري، أصعد به فوق هامات الأعداء، أعانق به الغيم، أقَبِّلُ رايته بملء فيَّ، ملء السماء، وأنشد فيه بين ظهراني البواسل من أسُودِ أجناد الوطن، مقطعاً من معزوفتي الأولى: «فخرٌ أنت يا وطني»، لأقول للجبناء: سعوديٌّ أنا.. بدويُّ الخصالِ سليلُ الحضر أجُرُّ عَصيّ الأعادي بحبلِ الخِرافِ أزيل الخطر أذودُ الحياضَ أدوسُ الرمالَ وأبقي الأثر وأعدو فوقَ الجبالِ وفوق السحابِ أمُدُّ النظر أقيمُ الحوارَ أصونُ الجوارَ وأحمي الحدودَ بلمح البصر.