وأنت تضم بين أكنافك أطهر بقاع الأرض -الحرمين الشريفين- ما أروعك وأنت تحتضن في ثراك -الجسد الطاهر- لخير من وطئ الأرض عليه الصلاة والسلام، ما أجملك وأحفاد صحابة رسولك الكريم هم من عاشوا ويعيشون على أرضك المباركة، تتوالى عليك الأحداث الجسام يا وطني وأنت شامخ كالجبال العظام، تكبر المصائب وبفضل الله ثم بفضل أبنائك تصغر، الجميع يدرك المسؤولية وهو مرتفع المعنوية متوشح بالعزيمة القوية، وما غاب عن حمل همّ الوطن والذود عن حياضه والتيمم بترابه إلا من غاب عن عقله ورشده، هنيئاً لنا بك يا وطن العزة والرفعة والشموخ، وهنيئاً لك برجالٍ عاهدوا الله أولاً ثم المليك والوطن على حمايتك وبذل الغالي والنفس والنفيس من أجلك، وسحقاً لكل من يتربص بك الدوائر، ويلاً لكل من يفكر في النيل من ترابك الطاهر وأهلك الطيبين الشرفاء، فهناك رجال كالأسود عند الشدائد متأهبون لهم بالمرصاد نذروا أنفسهم لأحلك المواقف وأصعب المجازف، كم نحن فخورون بك يا وطننا الكبير، كم نحن سعداء بأننا ننتمي إليك، وتباً لكل حاسدٍ ومارق وحاقد، والرفعة والعزة والكرامة لكل مخلص صادق واقد، تداخلت الأحداث ووطني شامخ الهامة رافع القامة، توالت النوائب وشعب وطني مؤمن بعدالة قضيته وحقيقة وطنيته فصدقت النيات وتوافقت المشاعر، توشح المواطن الصادق المخلص بوشاح الدين ولباس الحق وخوذة النصر فتحقق وسيتحقق له ما أراد بإذن الله، نعيش هذه الأيام في فترة عصيبة من الزمن وفي وقت واحد بين حرب لا هوادة فيها وقد دُفعنا إليها دفعاً، وعيد الأضحى السعيد، ويوم الوطن المجيد، وحج بيت الله العتيق وبعض الحوادث والفواجع التي صاحبت ذلك. أحداث كبار تباينت بين الفرح والترح ولا يحسن التعامل معها سوى الكبار فأثبت وطني برجاله الشرفاء أنهم أهل لكل موقف وعُصبة على كل مرجف، وما زلنا مع الأسف الشديد نسمع أصواتاً نشاز هنا وهناك أشبه بالنعيق والزعيق تحاول النيل من وطننا وجهود رجاله العظيمة في خدمة الحرمين والمسلمين قاطبة، ولكن هيهات فلا سبيل أن ينال الباطل من الحق مهما بلغ. كل عام وأنت في عزة وشموخ يا وطني الغالي يا موطن الحرمين الشريفين، كل عام والمسلمون المنصفون المحقون المحايدون يرفلون بالسعادة والاستقرار على الدوام، كل عام وخادم الحرمين الشريفين بخير وصحة وعافية، كل عام والشعب السعودي النبيل ينعم بالسعادة والفخر، كل عام وجنودنا البواسل في نصر وعزة وتمكين رغم أنوف الحاقدين والحاسدين والمارقين.