وقفوا رغم ألم الفقد الذي أصابهم.. وذكريات لم تفارقهم في أحبة رحلوا شهداء في سبيل الوطن.. ولاء فاضت به قلوبهم لوطن العطاء. بطولة حقة لرجال قوات الطوارئ الخاصة، الذين امتزج لديهم حب الوطن والدفاع عنه في كل مكان مع مشاعر الإنسانية في هذا المشهد العظيم.. الذي يضج بالحجيج وتتعالى فيه التلبيات والدعوات الخالصة بالقبول. رجال لم تمنعهم تلك الحادثة الإرهابية، التي أزهقت أرواح أبرياء منهم وهم يؤدون الصلاة في بيت من بيوت الله وفي مقر عملهم في قوة الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير من التشرف الذي خصّ الله به أبناء هذه البلاد من خدمة الحجيج، وأن يستحضروا ذكرى زملائهم الذين فقدهم الوطن وذووهم. كان من بين أحلامهم أن يقفوا في هذا المشهد العظيم تلبية للنداء في خدمة ضيوف الرحمن بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة. يروي أحد الأفراد من زملاء الشهداء (رحمهم الله) ما كان يدور في خلدهم.. ويتناولونه في أحاديثهم الخاصة من الآمال والتطلعات والأحلام.. غير أن تلك الأحاديث ستبقى ذكرى لدى زملائهم.. وقد توجهوا من ميادين التدريب إلى ميادين العمل في أطهر مكان. الجنود أحمد بن إبراهيم آل مضواح، وعلي المشيخي وعمر بن علي البارقي، أكدوا أن هذا الحادث الأليم لم يزدهم إلا قوة وصبراً وعزيمة لخدمة الوطن وحجاج بيت الله الحرام، الذين تتشرف المملكة قيادة وشعباً بخدمتهم. مشيرين إلى أن الحادث الإرهابي الإجرامي الذي وقع في المسجد، لن يزيدهم إلا قوة وفخراً واعتزازاً بخدمة الوطن في هذه الأيام المباركة وفي هذا الصعيد الطاهر.