تعتبر الدولة الإيرانية نفسها تاريخياً الوريث الشرعي لمجد مملكة فارس المجوسية، والعداء الإيراني لكل ما هو عربي معروف منذ القِدم، خاصة عرب الجزيرة، ودول الخليج، الذين عبر أجدادهم النهرين «دجلة والفرات» أيام الخلافة الراشدة، واجتاحوا المدن الفارسية، وأسقطوا كسرى وعروشه، وورثوا ملكه، وصلوا صلاة الفتح في قصره الأبيض بالمدائن، وأطفؤوا نيران الحقد الفارسي المجوسي إلى الأبد، وذلك في سنوات قليلة، مما جعل صدور الإيرانيين تشتعل غلاً وحقداً وكراهية على العرب عامة، وعرب الجزيرة العربية والخليج خاصة. بعض الخبراء في مجال السياسة يحاولون إظهار حقد إيران على العرب عامة، وعرب الخليج خاصة، وكراهيتها للسعودية في ثوب السياسة الفضفاض، الذي يسمح بتأويلات كثيرة، وأجوبة أكثر، وأرى أن هناك إصراراً على حصر هذا الحقد، وتلك الكراهية وذلك الصراع في إطاره السياسي، بينما الحقيقة هي أن إيران دولة طائفية متعصبة، نظرتها تضيق للغاية تجاه مخالفيها في المعتقد والمذهب. وللتعرف على طبيعة هذا الحقد، وهذه الكراهية والعداء لابد من التجرد من أي أجندة مسبقة لتوصيف هذا التصرف اللا أخلاقي، واللا إنساني، واللا منطقي، واستحضار الخلفيات الثقافية والتاريخية والأيديولوجية المتعلقة بهذا الصراع. هناك ثلاثة أسباب لحقد إيران على العرب عامة، والسعودية خاصة، وهذه الأسباب تاريخية ودينية ومذهبية وسياسية. ومهما يكن، فإن الحقد إلايراني على العرب هو من النوع الذي لا تنطفئ ناره، ولا تقف تداعياتها عند حد، لأن له مصادر وموروثات وروافد تمده، ولا تنقطع عنه، وهي روافد تاريخية، وعصبية، وطائفية، ومذهبية، وسياسية، وفي مجملها تمثل أشد أنواع الحقد، والكراهية، والعداء الأبدي. اللهم انصر أمتنا العربية على مَنْ يعاديها!