أفادت وكالة الأناضول للأنباء الحكومية أمس نقلاً عن مصادر أمنية أن الطيران التركي شنَّ الثلاثاء الماضي سلسلة جديدة من الغارات واسعة النطاق على معسكرات متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق أسفرت عن مقتل 55 على الأقل من عناصره. وأوضحت الوكالة أن عمليات القصف استهدفت قاعدتي سيدكان وحفتطنين في شمال العراق ودمرت مستودعات أسلحة. وأتاحت العملية التي شاركت فيها طائرات إف – 16 وإف – 4 «القضاء على 55 إلى 60 إرهابيا على الأقل» من حزب العمال الكردستاني، بحسب الوكالة. وشن الجيش التركي في الأسابيع الأخيرة ما لا يقل عن عمليتين ضخمتين آخريين من هذا النوع على قواعد خلفية للمتمردين الأكراد. من جهة أخرى أعلن وزير الداخلية سلامي ألتينوك في تصريحات نقلتها الصحافة أن الحكومة الانتقالية المكلفة قيادة تركيا حتى الانتخابات في الأول من نوفمبر قررت تجنيد خمسة آلاف عنصر جديد من «حرس القرى» وهي ميليشيا كردية موضع جدل، بهدف تعزيز القتال ضد حركة التمرد الكردية في ظل استئناف المعارك مع حزب العمال الكردستاني بعد هدنة استمرت سنتين. ونقلت شبكة إن تي في الإخبارية عن ألتينوك قوله «عملا بتعليمات رئيس وزرائنا (أحمد داود أوغلو) سننشر إعلانا في الصحف لتجنيد خمسة آلاف من حرس القرى». وهذه القوة التابعة للجيش التي أنشئت في نهاية الثمانينيات تضم حاليا حوالي سبعين ألف رجل وامرأة يتقاضون أجورهم من الدولة. وطالبت منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في تركيا والخارج مرارا بالتخلي عن هذه القوة شبه العسكرية. والميليشيا التي تعرف جيدا المناطق الجبلية الكردية وتشارك في العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني، سمعتها ملطخة بقضايا مخدرات وعنف. وكان حوالي خمسة آلاف من عناصر الميليشيا ضالعين في جرائم أو جنح لكن 900 منهم فقط جرت ملاحقتهم، بحسب الأرقام الرسمية. واستؤنفت المواجهات الدامية بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني في نهاية يوليو منهية بذلك مفاوضات بدأتها الحكومة الإسلامية المحافظة في 2012 مع المتمردين الأكراد لإنهاء نزاع أودى بحياة 40 ألف شخص منذ 1984. وأفادت حصيلة أوردتها الصحافة المؤيدة للحكومة أن هذه المواجهات أسفرت عن مقتل حوالي 150 جندياً وشرطياً مقابل مقتل حوالي 1100 عنصر من حزب العمال الكردستاني.