أكدت تركيا امس ان قواتها البرية الخاصة توغلت في شمال العراق لمطاردة مسلحي حزب العمال الكردستاني عقب هجمات دموية شنها المتمردون لكنها قالت ان التوغل هو لفترة قصيرة، وصرح مصدر في الحكومة التركية لوكالة فرانس برس ان «قوات الأمن التركية عبرت الحدود العراقية في إطار مطاردة إرهابيي حزب العمال الكردستاني الضالعين في الهجمات الأخيرة»، وأكد ان «هذا إجراء قصير المدى يهدف الى منع فرار الإرهابيين»، وقتل عشرة شرطيين على الأقل امس في هجوم بعبوة ناسفة نسب إلى متمردي حزب العمال الكردستاني واستهدف حافلتهم الصغيرة في محافظة أغدير شرق تركيا كما أفادت مصادر رسمية، وشنت نحو 50 طائرة تركية غارات على مواقع حزب العمال الكردستاني. ويأتي هذا الهجوم بعد يومين على مقتل 16 جنديا تركيا في هجوم في جنوب شرق البلاد ما حمل الطيران الحربي التركي على شن غارات واسعة النطاق ضد قواعد لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وانفجرت عبوة ناسفة لدى مرور آلية الشرطة في منطقة أراليك عند أقاصي الحدود التركية مع أذربيجان وأرمينيا وإيران، حسبما أفادت مصادر في اجهزة الأمن لوكالة فرانس برس. كما أصيب ثلاثة شرطيين بجروح في الكمين، بحسب المصادر. ووقع الهجوم الجديد بعد عملية استهدفت الأحد قافلة عسكرية في منطقة داليدجا «جنوب شرق» الجبلية وأسفرت عن مقتل 16 شرطيا. وكان الهجوم في داليدجا أعنف عملية ينفذها المتمردون الأكراد منذ استئناف المواجهات بين الجيش وحزب العمال الكردستاني في نهاية تموز/يوليو ما أسقط مفاوضات السلام التي بدأت في خريف 2012 لوضع حد لنزاع أوقع حوالي أربعين ألف قتيل منذ 1984. وعلى الاثر قامت اكثر من خمسين مقاتلة تركية بشن عمليات قصف كثيفة على مدى ست ساعات الليلة قبل الماضية على عشرين هدفا لحزب العمال الكردستاني ما أسفر عن مقتل «ما بين 35 و40 إرهابيا» بحسب وكالة الأناضول للأنباء. وتوعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امس بعدم ترك البلاد «للإرهابيين» بعد الهجمات الدامية التي نفذها حزب العمال الكردستاني. وقال أردوغان في كلمة متلفزة في أنقرة «لم ولن نترك مستقبل البلاد في أيدي ثلاثة أو خمسة إرهابيين»، وذلك بعد مقتل 30 من عناصر الجيش والشرطة الأتراك في هجومين منفصلين شنهما الحزب الكردي خلال الأيام الثلاثة الماضية.