تمكن عدد المستثمرين والمستثمرات مؤخراً، من فرض ساحة جديدة في عالم التسوق بالسعودية، عبر افتتاح مزيد من الأسواق النسائية المغلقة، وعلى الرغم من القوة الشرائية للمرأة، إلا أن هذه الأسواق تعتمد على المقاهي والملاهي والمطاعم الموجودة فيها؛ ما يكشف سر وجود كثير من النساء بها على خلاف المتوقع، ما بين استثمار للوقت وتضييع له، تجولت «الشرق» داخل بعض هذه المراكز، ورصدت من خلالها عددا من المتسوقات، وهن يلجأن غالباً للثرثرة والفرجة فقط. بطاقات إعلانية أكدت مندوبة المبيعات لإحدى شركات الماكياج والعطور هناء القحطاني ارتيادها للأسواق النسائية المغلقة بشكل دائم؛ لتوزيع بطاقات إعلانية ودعائية، معللة ذلك بالقول: «هذه الأسواق تحظى بعدد زائرات كبير جداً، وإن لم يشترين شيئاً فهن بالنسبة لي هدف، فأنا لا أبيع دائماً داخل هذه الأسواق على الرغم من الطلب على العلامات التجارية التي أروج لها، لأن إدارة السوق تمنعني، حفاظاً على مصلحة صاحبات المحال التجارية». تسويق للمحال وتقول مندوبة المبيعات لإحدى محلات تجهيز الأفراح هبة سليمان: «ذهابي لهذه الأسواق النسائية المغلقة لا سيما الغالية منها يأتي بهدف الوصول لأكبر شريحة ممكنة من النساء، فمنذ دخولي للسوق، وأنا أحرص على التجول وإيقاف النساء لإعطائهن بطاقات إعلانية خاصة بالمحل الذي أروج له، كما أنني أتنقل بين الطاولة في ال»كوفي شوب» الموجود في السوق كي أعرض «كتالوجات» المحل». متنفس للمرأة وترى إحدى عضوات المجموعات الدعوية تغريد الفواز «أن الأسواق النسائية المغلقة من أفضل الأماكن التي ترتادها فهي هادئة ومحافظة» معتبرة أنها متنفس حقيقي للمرأة في السعودية بعيداً عن الاختلاط، موضحة أنها تستغل وقتها عند الحضور إلى هذه الأماكن، حيث تلتقي بأعضاء المجموعة الدعوية التي تنتمي لها؛ ليتدارسن خطة عمل المجموعة ومقترحاتهن، كاشفة عن رغبتها في إقامة برامج دينية داخل هذه الأسواق النسائية، كعمل تطوعي بالمجان على أن توفر لها المواصلات. هروب من المنازل وتوافق الفواز الرأي ليلى عبد الرحمن، حين قالت: «أنا وصديقاتي التحقن منذ حوالي العام بمعهد لتعليم اللغة الإنجليزية، وواجهتنا صعوبات كثيرة في كتابة القطع وترجمة القصص، حتى اهتدينا لفكرة أن نلتقي في مكان هادئ بعيد عن المنازل» واستدركت: «لا تصلح كل الأسواق النسائية المغلقة لهذه الفكرة، فهناك أسواق ملحق بها ملاه للأطفال أو تضع بين فترة وأخرى مقطعا إعلانيا أو موسيقى صاخبة، ما يسفر عن صرفنا عما جئن من أجله». الأسواق أفضل مكان وترى دلال الأسمري أن الهدف الذي أنشئت من أجله هذه الأسواق التجارية «ليس التسوق فقط، وإنما الالتقاء بالصديقات والمعارف» مبينة أن التسوق داخل هذه الأسواق أفضل بالنسبة لها؛ لأن البائعات نساء. تجمع وثرثرة وتقول سارة الوهيبي: «الأسواق النسائية المغلقة لا تصلح إلا للتسوق والتجمع والثرثرة، ففيها يوجد ضجيج عال ناتج عن تجمع النساء، وأحيانا بسبب الموسيقى التي تضعها بعض المراكز؛ ما يفقدك التركيز في أمر معين، عدا أن بعض النساء لا يتقبلن اختلاطهن بمن لا يعرفن مسبقًا». رفض للتدخل وأوضحت موظفة الأمن بأحد الأسواق النسائية المغلقة عائشة ناصر، أن السوق النسائي المغلق يعتبر متنفساً حقيقياً للنساء والفتيات على حد سواء، فهو يضمن لهن قدرا كبيرا من الحرية» مؤكدة أن عملها كموظفة أمن يتوقف عند تفتيش السيدات ووضع جوالات الكاميرا في الأمانات» نافية أي تدخل منها أو من الإدارة في السوق فيما يفعل السيدات داخل السوق. استفادة من المكان وتشير موظفة خدمة العملاء بأحد المجمعات التجارية بدرية الحسين، إلى الدور الذي يلعبه ال»كوفي شوب» في السوق النسائي، معتبرة أنه العصب الذي يقوم عليه السوق، معللة ذلك ب»أنه مقصد كثير من السيدات والفتيات، ولأسباب كثيرة ومتعددة تتخطى الاجتماع والثرثرة، فالنساء الآن أكثر وعيًا من ذي قبل فهن يستفدن من المكان ومن الزائرات كل بما يناسب حياتها ووظيفتها دون تدخل من الإدارة».