يعتبر البعض أن انشاء اسواق نسائية مُغلقة يقتصر ارتيادها والبيع فيها على النساء هو الحل العملي لمشكلة الاختلاط في الأسواق التي يعتبرها هؤلاء أهم مُسببات كثير من الفتن في البلاد. خاصة وأن الأسواق النسائية المختلطة تشغل ما لا يقل عن 60% من عمل الهيئات بسبب كثرة المنكرات فيها. ولو أخذنا الأسواق النسائية المُغلقة كمشاريع تجارية بحتة بعيدا عن المبررات الأخلاقية التي يسوقها دعاة إنشاء مثل هذه الأسواق فسنجد أنه رغم أن بعض الدراسات وجدت أن 59% من النساء السعوديات يفضلن الأسواق النسائية الخاصة، التي تعرض جميع المنتجات والمشتريات، بينما أيدت 38% فقط الأسواق العادية، فقد وصف المستشار الاقتصادي عبد الله العلمي فكرة تلك الأسواق بالفاشلة، ولا يمكن أن تكون استثمارا ناجحا. بينما ترى الأميرة هند بنت عبد الرحمن مستأجرة محل في سوق نسائية، أن السوق النسائية المنعزلة فكرة غير ناجحة، لأن السوق النسائية العادية تكون في العادة ضيقة وصغيرة وتتحول تدريجيا إلى مكان للقاء الفتيات، لهذا فإن المشروع الناجح بداخله هو الكوفي شوب. وهو ما أكدته المُعلمة نورة الدهامي التي رأت إن السوق بالنسبة لها تعد فرصة للقاء الصديقات والتسوق ولكنها لا تشتري من تلك الأسواق لأن أسعارها مرتفعة؟! وهكذا فإذا كانت المقاهي والمطاعم هو ما يجذب السيدات في الأسواق المُقفلة فإن مثل هذه المحلات يُمكن إقامتها داخل الأسواق العادية دون الحاجة إلى تكريس فكرة الفصل بين الجنسين لهذه الدرجة! فعلاوة على أن مثل هذا الفصل ليس في صالح الاقتصاد والاستثمار بشكل عام، كما يقول عبد الله العلمي، فإنها أيضاً ضد الطبيعة البشرية؟! فالأسرة الطبيعية تتكون من أب (رجل) وأم ( امرأة) واطفال (صبيان وبنات) .. إضافة بالطبع إلى (الخادمة) و(السائق) في معظم الأسر السعودية (!) وهذه الاسرة كما تعيش معا تخرج في معظم الاوقات معا الى الاماكن الترفيهية والتسوق والمطاعم وغيرها .. اما اسرة السوق الواحد والجنس الواحد فهي عادة ما تكون اسراً شاذة من غير هذا العالم.