قالت مصادر أمنية ومسؤولون إن مقاتلين أكرادا قتلوا اثنين من ضباط الشرطة التركية أمس عندما فجروا نقطة تفتيش في شرناق بجنوب شرق تركيا وإنه جرى فرض حظر تجول في وسط ديار بكر كبرى مدن المنطقة بعد اشتباكات هناك. وأضافت المصادر أن قوات تركية مدعومة بطائرات هليكوبتر وأفراد كوماندوس قصفت منطقة جبلية فر إليها مقاتلون من حزب العمال الكردستاني بعد الهجوم على نقطة التفتيش في إقليم شرناق مما أدى إلى مقتل ستة منهم. وقتل أكثر من مائة من رجال الشرطة والجنود كما قتل مئات المسلحين بعد تجدد الصراع منذ انهيار وقف إطلاق النار في يوليو الأمر الذي ألقى بظلاله على عملية سلام بدأت عام 2012. وهذه أسوأ أعمال عنف تشهدها تركيا منذ عقدين. وقال مكتب حاكم ديار بكر إنه جرى فرض حظر تجول في منطقة سور التاريخية بوسط ديار بكر على مدار الساعة. وقالت أجهزة الأمن إن سبعة من ضباط الشرطة أصيبوا في الاشتباكات هناك. وفي مناطق أخرى بوسط المدينة أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على مجموعات صغيرة من الشبان الذين ألقوا الحجارة وحاولوا إقامة حواجز في الشوارع احتجاجا على حظر التجول. وفي كلمة أمام الصحفيين قرب منطقة سور دعا صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد الدولة التركية وقيادة حزب العمال الكردستاني عبر الحدود في جبل قنديل بالعراق إلى وقف العنف والعودة لمحادثات السلام. وقال «ينبغي على أنقرة وقنديل أن يتخذا موقفا يستجيب لتطلعات الناس من خلال مشروع واضح وملموس… حتى لو انقلبت مائدة (محادثات) السلام فإن باستطاعتنا أن نعيدها إلى وضعها». وبدأ حزب العمال الكردستاني مساعيه الانفصالية عام 1984 وسقط أكثر من 40 ألف قتيل في الصراع. وتصنف تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الحزب على أنه تنظيم إرهابي. وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة القتال حتى»القضاء على آخر إرهابي». واندلع الصراع في الوقت الذي تستعد فيه تركيا لإجراء انتخابات مبكرة في الأول من نوفمبر بعد أن كانت نتيجة الانتخابات التي جرت في يونيو حزيران غير حاسمة. وقال مصدر أمني إن الحزب نفذ أمس أيضا هجوما بقذائف صاروخية وبنادق في منطقة سلوان بديار بكر فقتل ضابط شرطة وأصاب آخر. وذكر مسؤولون محليون أنهم أعلنوا بعد ذلك حظر التجول في المنطقة.