البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة؟ سؤال حيَّر أمماً، وأقواماً إلى أن جاء السؤال الأهم وهو: مَنْ المسؤول؟ ليطرح كل الأسئلة الأخرى أرضاً مخلِّفاً «أطناناً» من الضياع والفساد، مفرِّقاً دم كل مصيبة صحية بين قبائل الإدارة والتخطيط، ليضيع الحق، وقبله ضاع الفريق الصحي والمريض. المعاهد الصحية تخرِّج آلاف الطلاب، أما المستوى ف «لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم…». الجميع يطالب بالوظيفة، وبعضهم يعتقد أن الدولة ملزمة بتوفيرها. تأمر الخدمة المدنية بالإحلال، وتضطر «الصحة»، وربما دون تخطيط، إلى تنفيذ الأمر، وتبدأ بترحيل الأجنبيات، وإحلال السعوديات بعد سنوات جلسن فيها دون عمل في البيت، ونسين كل مبادئ التمريض، وربما الطبخ. ليهدأ أولياء الأمور، ولا ينفعلوا بسبب كثرة الأخطاء فربما تكون ب «حُسن نية»، يتبع ذلك هلاك المرضى، وليطالب المواطن بصحة أفضل مدعوماً ب «صياح إعلامي»، حينها ستتعالى أصوات النفي من المسؤولين في «الصحة» في ظل صمت مطبق من الخدمة المدنية، ليعود الإعلام، وأولياء الأمور إلى المطالبة بالسعودة، فتخاطب «الصحة» الخدمة المدنية، ليتم تقسيم الوظائف بين القطاعات الصحية، فتلتزم الصحة، لكن بعض الجهات الأخرى ترفض، لأن الإعلام لا يستطيع الهجوم عليها، وحدها «الصحة» في وجه المدفع، ما يضطرها لطرد الأجانب، الذين أمضوا عشرات السنين، ولديهم من المهارة والخبرة ما يؤهلهم للعمل في أكبر، وأرقى المستشفيات العالمية، فيتم الإحلال، لنعود إلى نفس الدوامة. ويبقى السؤال: البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة؟ ولكن بتوسع أي: «الصحة، أم الخدمة المدنية، أم القطاعات الصحية الأخرى، أم الإعلام، أم المريض؟». برأيي المتواضع إن السبب هو الديك! الخاتمة: أحلَّ يُحلُّ، إحلالاً، فهو مُحِلٌّ، أحلَّ دمَه أباح سفكَه «طبعاً ليس المريض!». والحل: تدرَّجوا فإن في التدرُّج درءاً للمصائب.