تتسم العلاقات السعودية الأمريكية بالمتانة، وهي بمنزلة تعاون استراتيجي دائم بين البلدين يستهدف خدمة شعبيهما ومنطقة الشرق الأوسط. وتعود بداية هذه العلاقات إلى عام 1931، حينما منح الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حق التنقيب عن النفط في المملكة إلى شركة أمريكية. بعد ذلك بعامين؛ وقَّع البلدان اتفاقية تعاون مشتركة عزَّزها لقاء الملك عبدالعزيز بالرئيس فرانكلين روزفلت عام 1945. وتوطَّدت العلاقات على مدى عقود شهِدَت تطابقاً للرؤى حول عديد من القضايا، التي تخدم مصالح الشعبين. وطيلة هذه العقود تعددت الزيارات المشتركة. وتُؤرَّخ أول زيارة قام بها وفد سعودي رفيع المستوى إلى الولاياتالمتحدة بعام 1943، عندما أرسل الملك عبدالعزيز نجليه الأمير فيصل والأمير خالد لبحث مستقبل العلاقات الثنائية. وفي شهر يونيو من عام 1945؛ زار الأمير فيصل الولاياتالمتحدة ممثلاً للملك عبدالعزيز لحضور تأسيس الأممالمتحدة في مدينة سان فرنسيسكو. وفي عام 1951؛ تغيَّر اسم الشركة الأمريكية المنقِّبة عن النفط في المملكة من (كاليفورنيا أربيان ستاندرد أويل) إلى (الشركة العربية الأمريكية للنفط)، التي عُرِفَت فيما بعد ب (أرامكو السعودية). وفي العام نفسه؛ وُقِّعَت اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين. قبل هذا التاريخ بنحو أربعة أعوام؛ زار ولي العهد آنذاك، الأمير سعود بن عبدالعزيز، الولاياتالمتحدة واجتمع برئيسها هاري ترومان. وخلال شهر فبراير عام 1962، زار الملك سعود الولاياتالمتحدة مجدداً، واجتمع مع الرئيس جون كينيدي لتعزيز العلاقات الاقتصادية وتلبية حاجة المملكة الأمنية. وفي عام 1966؛ التقى الملك فيصل الرئيس لندون جونسون، وبحث معه تأسيس شراكة سعودية- أمريكية لتنفيذ مشاريع التنمية في المملكة. والتقى الملك فيصل الرئيس ريتشارد نيكسون في واشنطن عام 1971، وتأسست بعدها ب 3 سنوات اللجنة الاقتصادية السعودية الأمريكية المشتركة. وزار الملك خالد بن عبدالعزيز أمريكا في أكتوبر 1978. وفي العام نفسه؛ زار الرئيس جيمي كارتر الرياض واجتمع مع الملك خالد، وبحثا إلى جانب العلاقات الثنائية ما عُرِفَ بمشروع كارتر لتحريك عملية السلام بين العرب ودولة الاحتلال الإسرائيلي. واستقبلت الولاياتالمتحدة زيارات رسمية لعددٍ من الأمراء. وزارها الملك فهد بن عبدالعزيز عدَّة مرات منها برفقة الملك فيصل بن عبدالعزيز في عامي 1945 و1969 حينما كان نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية، كما زارها عامي 1974 و1977 حين كان ولياً للعهد. وبعد مبايعته ملكاً؛ زار الملك فهد بن عبدالعزيز الولاياتالمتحدة، والتقى الرئيس رونالد ريجان بواشنطن في عام 1985، في حين زار الرئيس جورج بوش (الأب) المملكة ثلاث مرات، الأولى عام 1990، تلتها زيارة عام 1991 ثم عام 1992، وفي كل هذه الزيارات كان الملك فهد على رأس مستقبليه. وفي 1994؛ زار فخامة الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، المملكة، والتقى الملك فهد في قاعدة حفر الباطن، وبحثا العلاقات بين البلدين. والتقى الملك عبدالله بن عبدالعزيز كلينتون في عام 1998 خلال زيارةٍ لأمريكا في إطار جولة عالمية شَمِلَت سبع دول حينما كان ولياً للعهد. وسبق ذلك لقاءات بين كبار المسؤولين في البلدين، منها اجتماع الملك فهد والأمير عبدالله بنائب الرئيس الأمريكي، آل غور، عندما زار المملكة. وحين كان ولياً للعهد؛ زار الملك عبدالله أمريكا عدة مرات، وذلك في سنوات 1987 و1998 و2000 و2002 و2005. وعُدَّت زيارتا سبتمبر 1998 وإبريل 2002 من المحطات المهمة في دفع العلاقات بين الرياضوواشنطن إلى مستوى أفضل. وتجلَّت هذه الأهمية في الترحيب الواسع من مختلف الأوساط الأمريكية، الذي انعكست بعض ملامحه في البيان الحكومي الأمريكي، الذى صدر مع بدء الزيارة عن السفارة الأمريكية في المملكة للترحيب بولي العهد آنذاك، الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وتأكيد عمق العلاقات الثنائية التاريخية. الأمير سلطان بن عبدالعزيز زار أيضاً الولاياتالمتحدة عدة مرات، منها زيارة في ال 29 من سبتمبر عام 1985 بتكليف من الملك فهد لإلقاء كلمة المملكة في الأممالمتحدة، ثم قام بزيارة رسمية لنيويورك في الشهر نفسه وقابل الرئيس الأمريكي رونالد ريجان. وبعد هذه الرحلة ب 10 سنوات؛ أخرى زار الأمير سلطان أمريكا لحضور احتفالات الأممالمتحدة بعامها الخمسين. وزارها أيضاً في نوفمبر 1999 والتقى الرئيس كلينتون. وزاد من التقارب السعودي الأمريكي الزيارة، التي قام بها الملك عبدالله إلى الولاياتالمتحدة في إبريل 2005 وما اُبرِمَ خلالها من اتفاقيات علمية وقّعها مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، لتفتح آفاقاً واسعة في علاقات البلدين. وفي عام 2008؛ زار بوش الابن المملكة مرتين في شهري يناير ومايو، والتقى خلالهما الملك عبدالله، وبحثا تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. وفي نوفمبر من العام نفسه؛ استقبل الملك عبدالله في مقر إقامته بمدينة نيويورك الرئيس بوش، الذي ثمَّن آنذاك مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى اجتماع حوار بين أتباع الأديان والحضارات والثقافات في مقر منظمة الأممالمتحدة، معتبراً انعقاد الاجتماع في مقر المنظمة تكريماً لدور الملك عبدالله في تعميم ثقافة السلام والتقارب بين أتباع الأديان. وفي ال 15 من الشهر نفسه؛ شارك الملك في اجتماع قمة مجموعة العشرين الاقتصادية في واشنطن، وكان في استقباله لدى وصوله مقر الاجتماع الرئيس بوش، كما زار الملك الولاياتالمتحدة في صيف 2010. أما الرئيس باراك أوباما فزار المملكة في يونيو 2009، واشتملت المباحثات التي أجراها مع الملك عبدالله على أزمة الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها. وفي ال 11 من إبريل عام 2012؛ زار خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حينما كان وزيراً للدفاع الولاياتالمتحدة بدعوةٍ من وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، ليون بانيتا، والتقى الملك سلمان آنذاك الرئيس باراك أوباما، وبحث تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في المجال العسكري والإستراتيجي.