أثار إهمال إدارة نادي النور مدرسة كرة اليد في النادي، التي تُعرف باسم «أكاديمية كرة اليد السعودية»، مخاوف عدد كبير من المراقبين والمتابعين من مستقبل مجهول ينتظر عدداً من المواهب، التي تحتاج إلى الاهتمام والصقل. وخلافاً لما كان سائداً في السنوات الماضية، فقد بدأت إدارة النور خلال المواسم الأخيرة في تغيير سياستها تجاه لاعبي مدرسة كرة اليد، ولجأت إلى تدعيم صفوف فريقها الأول لكرة اليد بلاعبين محليين، وهم لاعب فريق الخويلدية حسان غزيوي، ولاعب مضر حسين الخضراوي، ولاعب الابتسام الشاب عبدالله اليوسف، كما تسعى الإدارة إلى ضم لاعب المحيط لفئة الشباب صادق المحسن. وكانت إدارة النور تعتمد خلال عقدين من الزمن على اللاعبين الذين ترعرعوا في النادي منذ مرحلة البراعم، ولم يشهد صفوف الفريق الأول انضمام أي لاعب من الأندية الأخرى، باستثناء حارس الخليج محمد عباس قبل أكثر من 15 سنة، وهيثم منيان قبل 5 سنوات. ولم يتوقف الأمر على الاستفادة من خدمات لاعبي مدرسة كرة اليد، بل وصل إلى درجة تزويد بعض الأندية الأخرى في الدوري الممتاز بلاعبين على مستوى عالٍ، ساهموا في تحقيق إنجازات كبيرة لأنديتهم. واستغرب مراقبون تجاهل إدارة النور وضع الأكاديمية، متسائلين عن سبب هذا الإهمال، وهل جاء لعدم قدرة الأكاديمية على تقديم مواهب قادرة على مواصلة مشوار البطولات، أم إن قدرة الفريق المالية ضاعفت من طموحاته في السيطرة على اللعبة خلال الموسم الحالي؟ بداية التصحيح من جهته، اعترف مشرف الألعاب الجماعية في نادي النور حسين القلاف، بأن أكاديمية النادي عانت من إهمال فئة البراعم خلال السنوات الخمس الماضية، ما تسبب في عدم بروز لاعبين في فئتي الناشئين، والشباب، واصفاً فئة البراعم بأنها الأهم، واعتمد عليها النادي سنوات طويلة، ونجح من خلالها في الاعتماد على لاعبي بلدة سنابس، الذين حققوا إنجازات كبيرة على مستوى الخليج والعرب، وشرَّفوا الرياضة السعودية، ودعموا صفوف المنتخبات الوطنية. وقال القلاف: بكل تأكيد سينعكس تراجع أداء الأكاديمية سلباً على أداء الفريق الأول في المستقبل إذا لم يتم تداركه، ولذلك عملنا في الإدارة الحالية على إعادة توهج القاعدة بالتعاقد مع المدرب الصربي بوسكو، والاستعانة بلاعبي الخبرة السابقين من أمثال: ناصر الضامن، وقصي آل سعيد، لتدريب هذه الفئة، وإعطاء دفعة معنوية وفنية لهم، إضافة إلى تخصيص مدرب لكل فئة، وليس كما كان معمولاً به سابقاً. سر التعاقدات ورأى مشرف الألعاب الجماعية في نادي النور أن التعاقدات الأخيرة، التي أبرمتها الإدارة، وأبرزها مع البحريني جعفر العبدالقادر، والتونسي نضال العمري، جاءت لزيادة قوة الفريق، خاصة أن الموسم الحالي سيشهد منافسة كبيرة من بعض الفرق مثل: الخليج، ومضر، والصفا، إضافة إلى الترجي، والأهلي، والوحدة. وعبّر القلاف، عن ثقته في قدرة الفريق على تحقيق طموحات جماهيره في الموسم الحالي، وأضاف: «فريقنا قوي ومتماسك بالجيل الحالي، ويجب أن يعرف الجميع أن خطوة التعاقد مع لاعبين بمكانة العبدالقادر، هي أولى خطوات الوصول إلى العالمية من بوابة البطولة الآسيوية المقبلة، وهي صفقة تكفَّل بها نائب الرئيس حسين العبكري، الذي كان له دور كبير في الفوز بالثنائية في الموسم الماضي». وكشف القلاف عن عاملين رئيسيين تسببا في عدم التعاقد مع محترفين أجانب خلال المواسم الماضية، وهما الجانب المادي، وعدم وجود اللاعب الجيد القادر على منافسة لاعبين دوليين بحجم لاعبي النور، وتابع: «تغلبنا الآن على الجانب المادي، ووجدنا ضالتنا في لاعبين محترفين على مستوى عالٍ». حلم الآسيوية واتفق لاعب نادي النور السابق زهير الضامن، مع ما ذهب إليه القلاف، في أن القاعدة تعرضت لإهمال كبير خلال الفترة الماضية، وأن هذه التعاقدات الكبيرة التي جرت مؤخراً هي في محلها. وقال: الموضوع فيه دمج بين الإهمال، الذي تسبب في ضياع عديد من المواهب من نادٍ مثل النور، الذي اعتاد على الدفع بعديد منهم، حتى أصبح من أبرز الأندية في هذا الجانب، وبين رغبة إدارة النادي، ومن ضمنهم حسين العبكري، في أن يحقق الفريق لقب البطولة الآسيوية المقبلة، وهي البطولة الوحيدة الغائبة عن خزائن النادي. مؤكداً أن أكاديمية النور قدمت عديداً من اللاعبين، الذين أصبحوا من الأعمدة الأساسية للمنتخب وفي مقدمتهم الأشقاء أبناء آل سالم، وعبدالله حماد، وأبناء العبيدي، وغيرهم. وأضاف: أعتقد أن القدرة المالية، والأجواء المشجعة، التي تحيط بالنادي خلال الفترة الحالية، تلعبان دوراً كبيراً في هذه التعاقدات المتنوعة، وهذا أمر إيجابي، وإن كان خروجاً عن المألوف بالنسبة إلى النور، ولكن يبقى الفريق الأول قوياً جداً حتى دون هذه التعاقدات، وهو قادر على العودة في فئتَي الناشئين والشباب هذا الموسم.