تستقطب المناسبات الدينية في المملكة أعداداً ضخمة من الناس من داخل البلد ومن خارجه من مختلف المناطق والقارات، وهناك مخاوف صحية تتعلق بتجمهر هذه الأعداد الكبيرة من الناس تتلخص باكتساب وتصدير الأمراض المعدية «السارية»، وانتشارها بين الحضور، ونقلها إلى السكان المحليين، حيث تؤدي التجمعات البشرية بأعداد ضخمة إلى تعريض الحجاج إلى أمراض خطيرة، مثل: الالتهاب الرئوي، والتهاب السحايا، والتهاب الجهاز التنفسي، وداء السل، والعدوى الفيروسية، ومرض الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع، وفيروس شلل الأطفال، والأمراض المنقولة بالدم، والتسمم الغذائي، والأمراض حيوانية المنشأ، وكل هذه الأمراض تستدعي إدخال المصاب إلى المستشفى، وقد تؤدي إلى الوفاة، وتشمل المخاطر الصحية أيضاً: الرضوض، وضربات الشمس، والإنهاك الحراري، وحروق الشمس، والجفاف، والأمراض المتصلة بالحريق. وقالت مديرة قسم الأمراض المعدية في مدينة الملك فهد الطبية، مديرة المنطقة الوسطى في الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة والأمراض المعدية، الدكتورة مشيرة عناني، إن الإلتهاب الرئوي يتسبب فيما نسبته 39% من مجموع الحالات التي تدخل المستشفيات خلال موسم الحج، ويعد سبباً رئيسياً في دخول المستشفيات بالمملكة، وتشير البيانات إلى أن نقص المناعة الخلوية الناجم عن الاكتظاظ والإنهاك وسوء التغذية يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي. كما تشير التقديرات إلى أن معدل الإصابة بمرض المكورات الرئوية في السعودية يبلغ 17.4% لكل 100.000 نسمة، وبأن نسبة الوفيات تبلغ 12.20%. ووفقاً لنشرة حقائق منظمة الصحة العالمية، يعتبر التحصين والتطعيم أحد أنجح التدخلات الصحية العامة من حيث الفاعلية والتكلفة، إذ يمنع ما بين 2 و3 ملايين حالة وفاة سنوية من جميع الأعمار. ويعد التقدم في السن أحد عوامل الخطورة، التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض المكورات الرئوية، نظراً للضعف الطبيعي الذي يصيب جهاز المناعة، وقابلية الجسم للإصابة بالعدوى، وبالإضافة إلى التقدم في السن، ثمة عوامل أخرى تتسبب في الإصابة بمرض الالتهاب الرئوي، مثل: معاناة المريض من أمراض مزمنة أخرى، وأيضاً تدخين السجائر. وكل هذه العوامل مذكورة عند منظمة الصحة العالمية ضمن حملات التطعيم ضد المكورات الرئوية. والفئات المعرضة للخطر تشمل المسنين ممَّن تجاوزوا ال 65 من العمر، والبالغين ممَّن يعانون من أمراض مزمنة، مثل: داء السكري من النوع الثاني، وسرطانات الدم الخبيثة، والذين خضعوا لزراعة الأعضاء، أو نقي العظم، والمصابين بالأمراض الكلوية والرئوية المزمنة. كما تشمل الفئات المعرضة للخطر الأشخاص الذين يؤدون مناسك الحج، ويجب على المجموعات البشرية المعرضة للخطر مثل: المسنين والبالغين، الذين يعانون من أمراض مزمنة، أن يبادروا بالتطعيم ضد مرض المكورات الرئوية. ويعد لقاح المكورات الرئوية متعدد التكافؤ مفيداً للحجاج والمعتمرين المسنين، حيث يمكن أن يحصِّنهم ضد الأنواع الشائعة من أمراض المكورات الرئوية خلال أداء مناسك الحج والعمرة، وينصح باستخدام الكمامة خاصة في الأماكن المزدحمة، واستبدالها كل 6 ساعات إذا كان ذلك ممكناً، وغسل اليدين بالماء والصابون أو المطهر، خاصة بعد السعال والعطاس، واستخدام مناديل عند العطس أو السعال ثم التخلص منها في سلة المهملات، وإذا لم تتوفر المناديل فمن الأفضل استخدام الجزء العلوي من الذراع، وليس اليدين، وعدم لمس العينين أو الأنف أو الفم إلا بعد غسل اليدين جيداً، والمصافحة بالأيدي فقط لتحية الآخرين، وعدم شرب الماء المثلج أو البارد جداً، وتجنب التعرض المباشر لأجهزة التكييف عند التعرق.