السفر لأداء مناسك الحج يحتاج الى لقاحات تحميه من بعض الأمراض المعدية التي يزيد احتمال انتشارها في الأماكن المزدحمة. وتحتاج اللقاحات إلى فترة من الوقت كي تعطي الحماية اللازمة، لذلك يجب أخذها قبل فترة من السفر من أجل إعطاء الوقت اللازم لتشكل مضادات الأجسام التي تتولى الدفاع عن الجسم ضد الميكروبات المسببة. ويوصى الحجاج باللقاحات الآتية: 1- اللقاح ضد التهاب السحايا. يعتبر التهاب السحايا بجراثيم المكورات السحائية عدوى خطيرة تصيب أغلفة الدماغ (السحايا) وقد تفضي إلى أضرار وخيمة على الدماغ، وإلى ضعف السمع، وإعاقة القدرة على التعلم، وربما تؤدي إلى الوفاة. وتسري الجراثيم بين البشر من طريق قطيرات الرذاذ المتناثرة من الأنف والحلق أثناء التقبيل والعطس والسعال. وتدوم فترة حضانة المرض من يومين إلى عشرة أيام. وليس بالضرورة أن تنتقل العدوى من إنسان مصاب بالمرض، فالبكتيريا قد تعيش في حلق الإنسان لفترة قصيرة أو طويلة من دون أن تسبب أي مرض، لكن هذا الشخص يكون حاملاً للبكتيريا، ويستطيع نقلها إلى الآخرين. ويزيد احتمال الإصابة بالتهاب السحايا عند المدخنين والأشخاص الذين يعانون من نقص في المناعة، والمصابين بالتهابات في الجهاز التنفسي العلوي. ويتظاهر المرض بعوارض شتى، أشهرها تيبّس الرقبة، وارتفاع حرارة الجسم، والشعور بحساسية إزاء الضوء، والإصابة بالتخليط العقلي، والصداع، والتقيؤات. ويشخص التهاب السحايا الناجم عن المكورات السحائية، في بداية الأمر، بواسطة الفحص السريري الذي يتم دعمه بفحص السائل النخاعي وزرعه في المختبر. وإذا تم التأكد من التشخيص فيجب الشروع في العلاج بوصف المضادات الحيوية المناسبة التي قد تعطى أحياناً حتى قبل ظهور النتائج المخبرية، من أجل مباغتة الجرثومة بأقصى سرعة ممكنة قبل أن تترك تداعيات سيئة. ويمكن الوقاية من التهاب السحايا بأخذ اللقاح الرباعي التكافؤ الذي يعد من أهم اللقاحات التي يتوجب على الوافد إلى الحج أخذها. ومن المفروض زرق اللقاح قبل السفر بعشرة أيام على الأقل لأن مفعوله لا يتم إلا بعد مرور هذه الفترة. 2- اللقاح ضد الأنفلونزا. وينتج مرض الأنفلونزا من عدوى فيروسية حادة تنتشر بسهولة بين الناس وتتسبب في وقوع جائحات وبائية تبلغ ذروتها في فصل الشتاء. ويمكن الأنفلونزا أن تصيب نسبة كبيرة من الحجاج فتعرضهم إلى الصداع والتعب والإرهاق وارتفاع الحرارة والألم في العضلات، وإذا ما ألمت الأنفلونزا ببعض الفئات الضعيفة، مثل كبار السن والمرضى الذين يشكون من أمراض مزمنة، فإنها قد تترك مضاعفات تودي إلى الموت. وينتشر فيروس الأنفلونزا بسهولة في أماكن التجمعات، كما الحال في أماكن الحج. ويجد الفيروس طريقه من شخص إلى آخر عبر قطيرات الرذاذ أثناء التكلم والسعال والعطس، كما يمكن الفيروس الانتشار من طريق الأيدي الملوثة به. ولا شك في أن تغطية الفم والأنف بالمنديل أثناء السعال والعطس، وكذلك غسل الأيدي، تفيد في الحد من انتشار العدوى، إلا أن التطعيم يظل الوسيلة الأنجع للوقاية من المرض أو مضاعفاته الوخيمة، ويمكن اللقاح حماية البالغين الأصحاء من المرض بنجاعة تتراوح نسبتها بين 70 إلى 90 في المئة. ويكتسي التطعيم أهمية خاصة بالنسبة الى الأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بالمضاعفات. 3- اللقاح ضد الحمى الصفراء. ويحدث مرض الحمى الصفراء نتيجة العدوى بفيروس ينقله البعوض. ويشهد العالم سنوياً أكثر من 200 ألف إصابة بالحمى الصفراء يموت منهم أكثر من 30 ألفاً. وتقوم البعوضة الحاملة للفيروس بغرسه في الجسم من خلال القرص، وبعد 3 إلى 6 أيام يمر المريض بمرحلة حادة يعاني فيها من زوبعة من العوارض تبدأ بالحمى، والآلام العضلية، والصداع، والرعشة، وفقدان الشهية، والتقيؤات. وتختفي هذه العوارض عادة في غضون 3 إلى 4 أيام في اتجاه التحسن، إلا أن 15 في المئة منهم يدخلون في المرحلة الثانية من المرض التي تشهد عودة الحمى بشكل عنيف، ويظهر اليرقان (أبو صفير)، والآلام البطنية، ويحدث النزف من الأنف أو الفم أو العينين أو في البراز. وتشهد هذه المرحلة تدهوراً في وظائف الكليتين، ويقضي نصف المرضى نحبهم في خلال 10 إلى 15 يوماً، في حين تتماثل البقية إلى الشفاء. ويصعب تشخيص الحمى الصفراء في المرحلة الأولى، وكثيراً ما يتم الخلط بينها وبين الإصابة بالملاريا وحمى الضنك والتهاب الكبد الفيروسي. لا يوجد علاج نوعي ضد الحمى الصفراء، وهو يقتصر فقط على تدبير العوارض التي تنشأ عن المرض ومضاعفاته. ويبقى التلقيح التدبير الأهم في الحماية من مرض العدوى بالحمى الصفراء، وهو لقاح آمن ومتوافر وقليل الكلفة. ويفرض اللقاح فرضاً على الأشخاص الآتين من مناطق موبوءة، كأفريقيا وبعض بلدان أميركا اللاتينية. وتكفي جرعة واحدة من اللقاح لتوفير مناعة دائمة طوال العمر، ولا حاجة الى إعطاء جرعات داعمة. أما في خصوص الأشخاص الذين قطعوا عتبة الستين من العمر فيجب تقيم أخطار اللقاح من منافعه عليهم، والطبيب هو الوحيد الذي يستطيع إعطاء القول الفصل في هذا الموضوع. 4- تطعيم الأطفال. يجب على الأهل الذين يصطحبون أولادهم إلى الحج أن يتأكدوا من أخذهم لقاحات الطفولة الأساسية ضد شلل الأطفال، والحصبة، والسعال الديكي، والجدري، إضافة إلى اللقاحات الأخرى الخاصة بالحج. وينصح بشدة بتطعيم الأطفال باللقاح ضد الإنفلونزا. 5- التطعيم ضد الالتهابات الرئوية، وهو لقاح خاص يعطى لفئة معينة من المصابين ببعض الأمراض مثل فقر الدم المنجلي، ومرض نقص المناعة المكتسب، ومرضى الفشل الكلوي، وأولئك الذين تم استئصال الطحال لديهم، وكبار السن الذين يشكون من أمراض مزمنة. 6- اللقاح ضد التهاب الكبد ب، وينصح جميع المتوجهين إلى مكةالمكرمة بتلقي اللقاح المذكور بسبب انتشار عادة حلق الرأس التي تتم في كثير من الأحيان بواسطة شفرات حلاقة يعاد استعمالها أكثر من مرة. وإلى جانب اللقاحات المذكورة أعلاه هناك ارشادات من الضروري التقيد بها، ومنها: 1- مراجعة الطبيب قبيل السفر لسبر الوضع الصحي من كل جوانبه ومعرفة المستجدات على الصعيد الوقائي. 2- أخذ اللقاحات المناسبة وفي الوقت المناسب، خصوصاً لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. 3- أخذ ما يكفي من الأدوية في حال الإصابة ببعض الأمراض التي تتطلب علاجاً يومياً مثل الداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، ومرض الربو وغيرها. 4- اصطحاب جهاز قياس السكر في حال المعاناة من المرض. 5- التزود بحقيبة طبية لمواجهة أي طارئ صحي خلال الحج. 6- على كل حاج مصاب بمرض ما أن يحمل معه بطاقة طبية تتضمن التفاصيل المتعلقة بمرضه للاستفادة منها في التشخيص العاجل وفي تقديم المعالجة السريعة والمناسبة في حال التعرض لأي طارئ صحي. 7- على الحجاج الذين يسعلون بشكل دائم إجراء الفحوص المناسبة لإستبعاد مرض السل المعدي. 8- اصطحاب الملابس المناسبة التي تتلاءم مع أجواء الحج. 9- التزود بمظلة شمسية مناسبة للحماية من الضربات الشمسية والإنهاك الحراري. 10- حمل كمامة لإستعمالها حين الضرورة، خصوصاً عند الإصابة بأمراض الرشح، لمنع انتقال العدوى إلى الآخرين. 11- تجنب شراء الأطعمة المشرعة في الهواءالتي تباع على قارعة الطريق 12- تكرار غسل اليدين. 13- تجنب الإسراف في الأكل، خصوصاً المأكولات الدهنية. 14- شرب الماء والسوائل بكميات كافية. أدوية الحقيبة الطبية إضافة إلى الأدوات التي يجب أن توجد في الحقيبة الطبية الإسعافية، كالرباطات، والأشرطة، والكريمات، والمطهرات، والشاش، والقطن، والدروع الواقية من الشمس، والمراهم المضادة للحساسية، فإن الحقيبة يجب أن تحتوي على الأدوية الآتية: - خافضات الحرارة ومسكنات الألم. - أقراص مضادة للإسهال. - أقراص مضادة للحموضة. - أقراص مضادة للدوار. - أقراص مضادة للإمساك. - أقراص ضد الغثيان والتقيؤ. - أدوية مسكنة للمغص. - دواء مضاد للسعال. - دواء ضد الغثيان والتقيؤ. - الأدوية التي يأخذها المصاب لعلاج الأمراض التي يعاني منها.