تعقد الحكومة اللبنانية اليوم اجتماعا لبحث عديد من القرارات، ومن بينها أزمة النفايات التي حركت الشارع بعد أن استفحلت هذه الأزمة، وباتت إحدى الأزمات الخطيرة التي تواجهها الحكومة. الثلاثاء انسحب وزراء حزب الله وحلفاؤه من الاجتماع الحكومي، وفشلت الحكومة في إيجاد حل سريع للأزمة التي أضيفت إلى أزمات لبنان، وأهمها الفشل في انتخاب رئيس للدولة الذي عطله حزب الله ومن خلفه إيران، على مدى خمسة عشر شهراً. الكاتب والصحفي اللبناني فداء عيتاني، أوضح أن حزب الله ومن خلفه إيران، يريدان تجميد الوضع اللبناني على حالته المهترئة في ظل ما يجري في المنطقة، خاصة في سوريا والعراق، وقال في تصريح ل «الشرق»: في الحالتين لقد انتهت المرحلة التي حاول حزب الله لعب دور وطني فيها، أو تغليف المصالح الإقليمية التي يمثلها بستار وطني، وهو اليوم يعمل كحزب إيراني ووفق الأجندة الإيرانية. ويعلن على لسان أمينه العام أن تمويله من الولي الفقيه وكذلك إرشاداته وتعليماته. وأكد عيتاني أن حزب الله يعمل من خلال حلفائه الداخليين وبشكل خاص التيار الوطني الحر بقيادة الجنرال ميشيل عون، على استمرار حالة انعدام الوزن في البلد، عبر تعطيل عمل المؤسسات الدستورية وعمل الحكومة وعدم انتخاب رئيس للجمهورية، ريثما تتضح الصورة في صراعات المنطقة خاصة في سوريا. وقال عيتاني، في حال كان النصر حليفا لحزب الله وإيران، فإن الحزب سينقض على ما تبقى من الدولة بشكل نهائي، لتكون جزءا من منظومة الولي الفقيه، وفي حال خسارته وحليفه الأسد في سوريا فإنه سيلجأ إلى تدمير الدولة، وفي الحالتين لايمكن أن يكون لحزب الله دور وطني من أجل لبنان، وإنما يعمل كحزب إيراني وفق الأجندة الإيرانية. واعتبر عيتاني أن حزب الله يخوض حرباً يائسة في سوريا، وهو لا يستطيع الآن لملمة قتلاه وجرحاه من ساحات المعارك في سوريا، وهو الآن غير قادر على إرجاء تغييرات نوعية بالقوة في لبنان، لكنه يلجأ كعادته إلى استخدام حلفائه للقيام بدور التخريب في هذا البلد. وحول التظاهرات التي تحدث على خلفية أزمة النفايات والشعارات، التي أطلقتها بعض المجموعات في إسقاط النظام والحكومة والبرلمان، أشار الكاتب اللبناني عيتناني، إلى أن منظمي التظاهرات هم مجموعة من الشباب ليس لديهم الخبرة في التنظيم، وشعار «طلعت ريحتكم» دفع الشارع اللبناني للتحرك، من أجل حل هذه الأزمة التي يعاني منها اللبنانيون في معظم مناطقهم، واعتبر أن المسؤول عن أزمة النفايات هو المال السياسي، وتقاسم الحصص في إدارة البلاد وشؤونها وثرواتها، مضافا إليه الفساد. وحول الدعوات التي يطلقها حزب الله لعقد مؤتمر تأسيسي لوضع دستور جديد للبلاد، اعتبر عيتاني أن دعوة حزب الله هي دعوة حق يراد بها باطل، وقال عيتاني إن التوافق اللبناني الذي كان يعيشه لبنان سقط منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري قبل عشر سنوات، وأنه بات من الضروري إيجاد عقد اجتماعي جديد، لكن ليس تحت حماية سلاح حزب الله، الذي يريد فرض ما يريد بالقوة على اللبنانيين في أي محاولة جديدة لكتابة دستور، أو عقد مؤتمر تأسيسي من أجل ذلك، وأشار عيتاني إلى أن الحزب حتى الآن يعطل انتخاب رئيس للجمهورية، إلا إذا كان المرشح مؤيدا لحزب الله، ويرفض تعيين قائد للجيش إلا إذا كان من طرف الحزب، فكيف به إذا أراد أن يكتب دستورا جديدا للبلاد، في ظل وجود السلاح واستخدامه في عديد من المناسبات، لفرض أجندته وأهدافه على اللبنانيين.