وافق رئيس جنوب السودان سلفا كير أخيراً على توقيع اتفاق السلام مع المتمردين، الذي ينهي حرباً أهلية مستمرة منذ عشرين شهراً في البلاد كما أعلن متحدث باسمه أمس. وقال المتحدث أتيني ويك أتيني إن رؤساء كينيا وأوغندا والسودان ورئيس وزراء إثيوبيا «سيحضرون إلى جوبا صباح الأربعاء (اليوم) لحضور قمة تستمر يوماً واحداً، وسيوقع رئيس جمهورية جنوب السودان اتفاق السلام». وأضاف أن الحكومة لا تزال غير راضية عن الاتفاق، الذي أعدته الهيئة الحكومية لتنمية شرق إفريقيا (إيغاد). وكان زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار، نائب الرئيس سابقاً، قد وقّع الاتفاق الإثنين الماضي ضمن المهلة المحددة لذلك. لكن كير وقّع النص فقط بالأحرف الأولى ونددت حكومته بالاتفاق معتبرة أنه «استسلام». ويواجه الطرفان احتمال فرض عقوبات دولية عليهما في حال رفض التوقيع على الاتفاق. والبنود الأساسية موضع الخلاف تشمل تفاصيل حول مقترحات تقاسم السلطة بين الحكومة والمتمردين، التي يمكن أن تؤدي إلى عودة مشار نائباً للرئيس. وقال المتحدث باسم رئيس جنوب السودان أيضاً إن الحكومة غير راضية عن الدعوات لنزع السلاح في العاصمة جوبا وتسليم سلطات أكبر إلى المتمردين في ولاية أعالي النيل الغنية بالنفط وتكليف أجانب بالمسؤولية عن لجنة مراقبة وتقييم تتولى مراقبة تطبيق اتفاق السلام. وأكدت مصادر في (إيغاد) كذلك خطط التوقيع على الاتفاق في جوبا اليوم في قمة من المقرر أن يشارك فيها الرئيس الكيني أوهورو كينياتا، والأوغندي يوري موسفيني، والسوداني عمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريم ديسيلين، وكبير الوسطاء سيوم مسيفين. وذكر مسؤول في (إيغاد) أن زعيم المتمردين مشار لن يوجد أثناء القمة. واندلعت الحرب الأهلية في جنوب السودان في ديسمبر 2013 حين اتهم كير نائبه السابق مشار بتدبير انقلاب ما تسبب في موجة أعمال قتل انتقامية في هذا البلد المنقسم اتنياً أيضاً. وارتكب الجانبان فظائع أثناء الحرب، التي اتسمت بمذابح اتنية وعمليات اغتصاب واسعة. وتم إبرام سبعة اتفاقات لوقف إطلاق النار إلا أنها جميعها انهارت خلال أيام وأحياناً ساعات، في البلد الفتي الذي استقل عن السودان في 2011. وتقدمت باقتراح السلام دول (إيغاد) إضافة إلى الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والصين وبريطانيا والنرويج والولايات المتحدة. ويلزم الاتفاق المؤلف من 72 صفحة الجانبين بتطبيق «وقف دائم لإطلاق النار» خلال 72 ساعة من التوقيع عليه. كما يمنح الاتفاق القوات العسكرية مهلة ثلاثين يوماً للتجمع مع أسلحتهم في الثكنات، إضافة إلى إجراء مراجعة أمنية قبل توحيد القوات. كما ينص الاتفاق على مغادرة جميع القوات الأجنبية المشاركة في الحرب ومن بينها القوات الأوغندية التي تدعم كير، خلال 45 يوماً، إضافة إلى نزع أسلحة قوات الميليشيا الأجنبية ومن بينها قوات المتمردين من إقليم دارفور السوداني المجاور ومناطق جبال النوبة، وإرسالها إلى موطنها. ولا يسمح الاتفاق لأية قوات بالاقتراب أكثر من 25 كلم من العاصمة جوبا، بحيث لا يسمح سوى للحرس الرئاسي وقوات الشرطة والحرس التي تحمي البنى التحتية بالبقاء في المدينة. ويمنح الاتفاق المتمردين منصب «النائب الأول للرئيس» إضافة إلى منصب نائب الرئيس الحالي، ويعني ذلك أنه من المرجح أن يعود مشار إلى المنصب، الذي أقيل منه في يوليو 2013 أي قبل ستة أشهر من اندلاع الحرب.