اعلن متحدث باسم رئيس جنوب السودان أمس الثلاثاء ان سلفا كير سيوقع اليوم الاربعاء اتفاق السلام الذي ينهي حرباً اهلية مستمرة منذ 20 شهراً في البلاد ويؤدي الى تقاسم السلطة. وقال المتحدث اتيني ويك اتيني لوكالة الأنباء الفرنسية ان رؤساء كينيا واوغندا والسودان ورئيس وزراء اثيوبيا "سيحضرون الى جوبا صباح غد لقمّة تستمر يوماً واحداً، وسيوقع رئيس جمهورية جنوب السودان اتفاق السلام". واضاف ان الحكومة لا تزال غير راضية عن الاتفاق الذي اعدته الهيئة الحكومية لتنمية شرق افريقيا (ايغاد). وكان زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار، نائب الرئيس سابقاً، وقع الاتفاق الاثنين الماضي ضمن المهلة المحددة لذلك. لكن سلفاكير وقع النص فقط بالاحرف الاولى ونددت حكومته بالاتفاق معتبرة انه "استسلام". والبنود الاساسية موضع الخلاف تشمل تفاصيل حول مقترحات تقاسم السلطة بين الحكومة والمتمردين التي يمكن ان تؤدي الى عودة مشار نائباً للرئيس. وقال المتحدث باسم رئيس جنوب السودان ايضاً ان الحكومة غير راضية عن الدعوات لنزع السلاح في العاصمة جوبا وتسليم سلطات اكبر الى المتمردين في ولاية اعالي النيل الغنية بالنفط وتكليف ضمن لجنة مراقبة وتقييم، تتولى مراقبة تطبيق اتفاق السلام. وكان مبعوث من رئيس جنوب السودان قد سلّم الرئيس السوداني عمر البشير رسالة خطية من سلفاكير تتعلق بتحقيق السلام في الجنوب والعلاقات بين البلدين، وقال المبعوث "إن البشير هو أقرب شخص لحل الصراع في بلاده". وأوفد سلفاكير، مستشاره توت قلواك مبعوثاً خاصاً للخرطوم، لتسليم رسالته الخطية للرئيس عمر البشير،الذي تسلم الرسالة بالقصر الرئاسي بالخرطوم. وقال المبعوث الخاص توت قلواك، في تصريحات للصحافيين، عقب اللقاء إن الرسالة تتصل بتحقيق السلام بالجنوب والعلاقات الثنائية بين البلدين. وذكر أن الرسالة تؤكد استعداد دولة جنوب السودان للتواصل مع السودان، فيما يخص الملفات العالقة بين الخرطوموجوبا. وقال المبعوث الخاص: "إن الرئيس البشير أكثر الناس إدراكاً لأبعاد المشاكل التي تواجه جنوب السودان باعتباره كان حاكماً للجنوب ومعايشاً لمشاكله". وتابع قائلاً: "إنه أقرب شخص لحل قضية الصراع في الجنوب". وتأتي رسالة سلفاكير في اعقاب ما أعلنه وزير الخارجية الجنوبي الأسبوع الماضي بأن الرئيس البشير، أبلغ مبعوثاً للرئيس سلفاكير بأنه سيدعم قائد المتمردين ريك مشار ليصل للسلطة بقوة السلاح ولن يساعد في عملية السلام. وتتبادل الخرطوموجوبا، على الدوام، الاتهامات بدعم وإيواء كل بلد متمردي البلد الآخر. وتشهد دولة جنوب السودان حرباً أهلية منذ منتصف ديسمبر 2013، وفشلت جهود الوساطة التي تقودها "إيقاد" في تحقيق اختراق في المفاوضات الجارية منذ أكثر من عام في أديس أبابا.