أمر زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، جيشه بأن يكون على أهبة الاستعداد للحرب اعتباراً من يوم أمس بعدما وجهت بلاده إنذاراً إلى الجار الجنوبي بالتوقف عن بث دعاية مناهضة لها بحلول اليوم السبت أو مواجهة عمل عسكري، في وقتٍ دعا الاتحاد الأوروبي الكوريتين إلى تجنب الاستفزازات. ورجَّح نائب وزير الدفاع في كوريا الجنوبية، بايك سيونج جو، إطلاق الجار الشمالي النار على بعض مواقع مكبِّرات الصوت ال 11 الموجودة في المنطقة منزوعة السلاح بين البلدين. وتصاعدت حدة التوتر أمس الأول الخميس عندما أطلق الشمال قذائف باتجاه الجنوب احتجاجاً على بث مواد دعائية عبر مكبراتٍ للصوت على الحدود، فيما ردت سول بإطلاق وابل من نيران المدفعية من عيار 155 ملم. وقال الجانبان إنه لم تقع إصابات أو أضرار في أراضيهما. وجاء القصف الشمالي بعدما دعت بيونجيانج سول إلى الكف عن بث الدعاية المضادة أو مواجهة عمل عسكري. وتضمَّن الإنذار مهلة تنتهي اليوم في تمام الساعة الثامنة بتوقيت جرينتش، وتسلَّمته وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في خطابٍ عبر قناة مشتركة للاتصالات العسكرية. وأبلغ بايك سيونج جو البرلمان في سول باستمرار بث المواد الدعائية ما لم يتحمل الشمال مسؤوليته ويعتذر عن انفجار ألغام أرضية في مطلع الشهر الجاري ما أسفر عن إصابة جنديين كوريين جنوبيين في المنطقة منزوعة السلاح، لكن بيونجيانج تنفي مسؤوليتها عن الأمر. وأقرَّ جو بتزايد احتمالات مهاجمة الجار الشمالي مكبرات الصوت. في هذه الأثناء؛ قالت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية إن زعيم البلاد، كيم جونج أون، سيضع القوات المسلحة في وضع الاستعداد المسلح الكامل للحرب وإنه أعلن «حالة شبه حرب» في مناطق الجبهة. في الوقت نفسه؛ نقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن مصدر حكومي مُجهَّل حديثه عن «مؤشرات على استعداد الشمال لإطلاق صواريخ قصيرة المدى». وكثيراً ما يطلق الشمال صواريخ في البحر أثناء التدريبات العسكرية السنوية بين الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية، والتي تجرى حاليا. ولاحظت «يونهاب» أن «هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها بيونجيانج مصطلح حالة شبه حرب منذ قصفها جزيرة كورية جنوبية في عام 2010». وقُتِلَ جنديان من مشاة البحرية الجنوبيين ومدنيان في هذه الواقعة التي جاءت بعد إنذار وجَّهه الشمال إلى الجنوب. ويقول الجيش الأمريكي، الذي ينشر 28.500 فرد من قواته في كوريا الجنوبية، إنه يراقب الموقف عن كثب. وحثت واشنطن بيونجيانج أمس الأول على وقف أي أعمال «استفزازية» في أعقاب تبادلٍ لإطلاق النار هو الأول بين الكوريتين منذ أكتوبر الماضي، كما دعتها طوكيو إلى «ضبط النفس». وعقب انفجار الألغام الأرضية؛ بدأت سول في ال 10 من أغسطس الجاري بثَّ دعاية مناهضة للشمال عبر مكبرات صوت على الحدود بعد أن توقف الجانبان عن هذا الأمر في عام 2004. وردت بيونجيانج الإثنين الماضي ببثِّ دعاية خاصة بها. ورجح الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، دانيال بينكستون، مساهمة الانتشار الكبير للقوات الأمريكية في الشطر الجنوبي لشبه الجزيرة الكورية في الحد من خطر تصاعد الموقف، معتبراً الوقت سيئا لافتعال عراك مع الجنوب. في السياق ذاته؛ زارت رئيسة كوريا الجنوبية، باك جون هاي، أمس موقعاً للقيادة العسكرية في يونجين. واطّلعت الرئيسة، وفقاً لمكتبها، على حالة الاستعداد العسكري، وكان برفقتها وزير الدفاع، هان مين كو، ومدير مكتب الأمن القومي، كيم كوان جين. وكان باك جون هاي ترأست أمس الأول اجتماعا لمجلس الأمن القومي، وأمرت الجيش أيضا بالرد بشدة على أي استفزازات والحفاظ على وضع رد الفعل السريع، قائلةً «إذا حدث هذا الأمر؛ أريد منكم أن تقوموا بالعمل أولاً ثم تقوموا بالإبلاغ في وقتٍ لاحق». بدوره؛ دعا الاتحاد الاوروبي شطري شبه الجزيرة الكورية إلى «تجنب الاستفزازات» على طول حدودهما المدججة بالسلاح. وأبدت متحدثة باسم الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي للشؤون قلقها من التوترات المتزايدة على الحدود، داعيةً إلى تجنب الاستفزازات. وكشفت المتحدثة عن إجراء الاتحاد اتصالات وثيقة مع شركائه ومن بينهم الحكومة في سول.