تصاعد التوتُّر في منطقة هضبة الجولان السورية، إذ واصلت مقاتلات الاحتلال الإسرائيلي أمس قصف مواقع في الهضبة ما أسفر عن مقتل 4 أو 5 أشخاص، في وقتٍ اتهمت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية حكومة بنيامين نتنياهو ببدء هذه العملية العسكرية كمحاولةٍ لصرف الأنظار عن قضية الأسير محمد علان. ويأتي ذلك بعد يومٍ من شنِّ مقاتلات الاحتلال غارات مماثلة في المنطقة ذاتها متذرِّعةً بإطلاق صواريخ تجاهها أمس الأول. وقدَّر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد قتلى غارات أمس ب 5 أشخاص هم عنصران من قوات الدفاع الوطني الموالية لنظام بشار الأسد و3 آخرون. وأقرَّ التليفزيون الرسمي في دمشق بوقوع القصف، وأفاد باستهداف طائرة إسرائيلية دون طيار سيارة مدنية في قرية الكوم الواقعة بريف القنيطرة في هضبة الجولان ما أسفر عن مقتل 5 مدنيين وصفهم ب «العُزَّل». بدوره؛ زعم مصدر عسكري إسرائيلي أن القتلى أعضاء في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وقدَّر عددهم ب 4 أو 5، مؤكداً تنفيذ الغارة التي قتلتهم داخل الأراضي السورية على بعد 15 كيلومتراً من الخط الفاصل في الجولان. ونسب المصدر إلى هذه المجموعة إطلاق 4 صواريخ أمس الأول على الجانب المحتل من الهضبة والجليل المحاذية. ولم يتبنَّ أي طرفٍ إطلاق الصواريخ التي لم تسفر عن إصابات، لكن دولة الاحتلال تتهم إيران بتوسيع نفوذها في الجولان من خلال مجموعات حزب الله اللبناني وحركة الجهاد الإسلامي. وهذه هي المرة الأولى منذ فترةٍ طويلة التي تعلن دولة الاحتلال فيها سقوط صواريخ مُطلَقة من سوريا في الجليل. واستهدف جيشها على الإثر ما قال إنها 14 موقعاً عسكرياً سورياً في الجولان بالمدفعية والطيران الحربي. وأسفرت إحدى الغارات عن سقوط ضحايا، بحسب مصدر سوري مقرَّب من النظام. وأفاد المصدر ب «قيام الطيران الإسرائيلي المعادي في الساعة الحادية عشرة والنصف مساء الخميس باستهداف أحد المواقع العسكرية على اتجاه القنيطرة» ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 7 آخرين. فيما تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل جنديين وإصابة 8 آخرين. وزعمت الخارجية الإسرائيلية تورط حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في إطلاق الصواريخ على الجليل المحتلة، وهو ما نفته الحركة. وقال المتحدث باسم خارجية الاحتلال، عمانوئيل نحشون، في بيانٍ له إن «لدينا معلومات تشير إلى أن هجوم الخميس شنَّته حركة الجهاد، كما تم تسهيله وقيادته من قِبَل سفيد أزدي قائد الوحدة الفلسطينية في فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني». في المقابل؛ اعتبرت حركة الجهاد البيان الإسرائيلي محاولة مفضوحة وغير بريئة لصرف الأنظار والتعمية على قضية الأسير الفلسطيني محمد علان. وكانت الحركة حذرت من أن الهدنة مع الاحتلال ستسقط في حال وفاة علان الذي أنهى أمس الأول إضرابه عن الطعام بعد قرار تعليق اعتقاله الإداري. واحتلت إسرائيل في عام 1967 نحو 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية قبل أن تضمها في عام 1981، في حين لا يزال 510 كيلومترات مربعة من الهضبة تحت سيادة سوريا. ويعتبر المجتمع الدولي ضمَّ الاحتلال الجولان غير شرعي. ويسيطر مقاتلو المعارضة السورية على محافظة القنيطرة التي يقع الجزء الأكبر منها في منطقة الهضبة، لكن قوات نظام الأسد لا تزال تسيطر على مجموعة محدودة من القرى والبلدات فيها.