خاضت المملكة تجربتين في الانتخابات البلدية، وتستعد هذه الأيام لخوض التجربة الثالثة في غرة شهر ربيع الأول المقبل (1437ه)، كان الناخب في الانتخابات الأولى يحق له التصويت لأكثر من مرشح، وفي الانتخابات الثانية تم تعديل اللائحة حيث أصبح من حق الناخب اختيار مرشح واحد، كما أن الانتخابات الثالثة التي يجرى التسجيل لها الآن كرست نظام الصوت الواحد أيضاً. ويعيب نظام الصوت الواحد أنه يضع خطاً واحداً بين الناخب والمرشحين، فلا يختار منهم إلا مرشحاً، وعادة ما تتحكم العاطفة المبنية على القبلية وصلة القرابة في استغلال الناخب للخط الوحيد، الذي رسمته له وزارة الشؤون البلدية والقروية بتعديل لائحة انتخاب أعضاء المجالس البلدية، أما النظام السابق فكان يضع أمام الناخب عدة خطوط بينه وبين المرشحين، بحيث لو اختار صوتاً واحداً على أساس عاطفي، فإنه سيبحث عن الكفاءة في بقية الأصوات. والمرشحون الأكفاء، الذين تقودهم كفاءتهم ودرايتهم بالشؤون الخدمية في خوض الانتخابات وحاضنتهم الاجتماعية لا تكفيهم عددياً في بلوغ النجاح، سيجدون مَنْ يصوت لهم لو كان للناخب أكثر من صوت، أما في نظام الصوت الواحد فإن ذلك الكفء ستتراجع فرصته في النجاح، وبالمقابل سيصعّد نظام الصوت الواحد مرشح العاطفة. يحسن العودة للنظام السابق؛ لأن فيه الأداة التي تمكِّن المجتمع من تصعيد الكفاءات لإدارة الشأن البلدي، وبالتالي إظهار التجربة الانتخابية السعودية بشكل أفضل.