مع بداية كل موسم يطغى على السطح حديث مُتكرر عن جهوزية الملاعب التي ستستضيف المسابقات المحلية، خاصة دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين. مواسم عدة ولا حديث لنا سوى ملاعب الأندية الطرفية شمالاً وجنوباً، التي تفتقر إلى مقومات لعب كرة قدم سليمة. في هذا الموسم استبشرنا خيراً بعدم اللعب على ملاعب تلك الأندية، التي لا تسمح بمباراة جيدة فنياً كملعب نادي الأخدود في نجران، لظروف نقل مبارياته إلى ملعب مدينة الملك عبد العزيز بالشرائع وملعبي نادي العروبة والشعلة، اللذين هبطا إلى مصاف أندية الدرجة الأولى. كنتُ أتصور أن الابتعاد عن هذين الملعبين كفيلين ببداية نوعية لكل الملاعب المُستقبلة لمنافسات الدوري، لكن جولة واحدة من منافسات كأس ولي العهد كانت عنواناً عريضاً وكافياً للرد. عندما يتم ترحيل جولتين لقطبي جدة، وعندما تبدو ملامح الملاعب في بعض المدن الرياضية شاحبة، فما عليك إلا أن تتساءل عن الدور الذي قامت به الرابطة لرأب صدع خلل البنى في الملاعب؟. جدل موسمي حول تأخير تهيئة الملاعب بما تحتاجه وفق دراسات ميدانية، رغم ما يتوافر بين أيدي الإخوة في الرابطة من إمكانات مادية وبشرية. لا أعتقد أن المشجع يريد كثيرا من الرابطة والاتحاد والرئاسة، فهو يبذل المال ويتحمل الأجواء، ومن حقه أن يُكافأ بمكان مُناسب لمتابعة كرة قدم مثل ما يُحدث في دول الجوار. رابطة دوري المحترفين وكما ذُكر، بصدد تدشين بيع التذاكر إلكترونياً وهي أخبار إيجابية، ومن شأنها دعم الحضور والقضاء على الزحام، لكن الجزء الأهم والأكبرفي معادلة الإعداد لموسم رياضي يجب أن تراعي طموحات الجماهير الرياضية التي تتابع ملاعب رياضية ذات مستوى عال ٍ. لا أفضل تبادل الاتهامات وإلقاء المسؤوليات التي تحضر مع بداية كل موسم، وكل ما أرجوه أن يتم الاهتمام بمشاعر الجماهير الرياضية، التي تسمع بنجاحات الرابطة والاتحاد السعودي وترى بأم عينيها صوراً تُخالف ذلك.