يدخل المصورون في كل عام تحديا مع سوق عكاظ للظفر بأشمل الصور الفوتوغرافية وأجمالها لزوايا السوق وفعالياته؛ فجمالية المكان تفرض عليهم التسابق مع الزمان لعكس لمسات التطوير بقالب تاريخي توثق للحاضر والمستقبل معلماً تاريخياً ضارب في جذور الماضي، مستحضرين مهاراتهم مع تقنيات التصوير الحديثة لحجز مساحات كبيرة في النشر بمكتبات الصور ووسائل الإعلام المحلية والعالمية الحريصة على الخروج بالتغطية الأجمل للحدث. ويقف السوق أمام المصورين متحدياً ولسان حاله يقول: "بدأ العد التنازلي لتحديكم التاسع مع المهرجان الذي تتنوع فيه الفعاليات والأحداث والأنشطة بأركاني، ولم تتوقف المشاريع التطويرية في ساحاتي ولن تتوقف مستقبلا لكي أظهر بأجمل الحلي أمام الزوار.. فهل منكم قادر على تعزيز مكانتي الأدبية والثقافية بعدساتكم؟" وأجمع عدد من المصورين على أن التصوير في زوايا سوق عكاظ يعدّ بمثابة تحدي حقيقي لهم، إذ يقول المصور عمر أبوسيف:" السوق ورشة عمل مجانية للمصورين ويوجد فيه تحدي باتجاهين الأول برحلة السباق لتغطية جميع الفعاليات والثاني بالظفر بالصورة الأجمل في ظل وجود مصورين محترفين يستفاد من تجاربهم". ووافق المصور عبيد الرفيدي زميله بالقول أن الكثير من المصورين في سوق عكاظ يرونه بمثابة ورشه حيه لكل من يريد الخروج عن نمط الحياة العادي والحصول على اكبر قدر من الأبداع، مشيراً إلى أن ذلك لا يخلو من التحديات المرتبطة بتغطية كافة فعاليات المهرجان، إلا أن حضوري المتكرر للسوق من دورته الأولى أكسبني معرفة تامة بأروقته وبرامجه. أما المصور عامر الهلابي يقول إن السوق يعود بك إلى ماضي جميل يسمح بإبحار عدسات المصورين إلى أنماط جديدة في التقاط الصور بعيدا عن ما اعتاد عليه في بيئتنا الحالية، فتكون حافزًا للأبداع والتجديد، على سبيل المثال عند التوجه إلى برامج الحرفيين تتواجد العديد من اللقطات التي تعطي مساحة من الابتكار للحصول على صور تعكس واقع جميل، إلا أن عند الانتهاء من التصوير والعودة في اليوم التالي أجد أن ما التقطته لم يشمل الواقع الحقيقي للسوق بشكل كامل، فالبرامج والفعاليات كثيرة، لذا أفضل التركيز على النوع وليس الكم. ومن وجهة نظر نسائية، تقول المصورة ثروة سلام:" غطيت الكثير من الأحداث المختلفة، إلا أن مهرجان سوق عكاظ له طابعه الخاص الذي يفرض على العدسة الاستعداد لأي لقطة في أي لحظة، نظرا إلى تعدد المشاهد بقدر تعدد البرامج والفعاليات، وهنا يكمن التحدي الحقيقي في التصوير بالمهرجان"، مشيرا إلى أنها عند تنظيمها لمعرضها الشخصي تحرص على أن تكون الصور التي التقطتها في سوق عكاظ في واجهة المعرض لأنها تعكس جهد حقيقي بذل خلال أيام المهرجان. ورأى المصور عمرو سلام أن مهرجان سوق عكاظ على قدر التحدي الكبير فيه المتمثل بتنوع الفعاليات والبرامج، إلا أنه يعطي مساحة إبداعية كبيرة، إذ أنه يسمح للمصورين بالتقاط صور صحفية تحتل مساحات كبيرة على صفحات الصحف والمجلات، وأخرى فنية تفرض جماليتها على الجميع، مبينا في الوقت ذاته أن التواجد في مثل هذا المهرجان يكسب المصورين خبرات جديدة تجمع ما بين جودة الصور وشمولها لأركان السوق وأنشطته. ويعد حفل افتتاح سوق عكاظ بمثابة صافرة انطلاق التحدي بين المصورين والسوق، ليبدوا بعدها بالانتشار بين أنشطة السوق وبرامجه، والتي تشمل برنامج سياحي لضيوف سوق عكاظ، عروض الحرف اليدوية والصناعات التقليدية، عروض الجادة والمسرح المفتوح، أمسيات شعرية ومحاضرات وندوات، معارض متخصصة، وبرنامج المساجلات الشعرية، إضافة إلى برامج فكرية وثقافية وأدبية وعلمية. وتتوجه العدسات سعياً إلى كسب التحدي مع السوق إلى شاعر أمطر الحضور بحروف روت أسماعهم تارة، وإلى سيدة تصنع السدو والنسيج وأخرى تطرز على القماش والأزياء باستخدام الخيط أو الخرز تارة أخرى، إلى جانب عدد من الأعمال والحرف اليدوية التي يصنعها محترفون ومحترفات من أصحاب الخبرات الطويلة. وتنتقل عدسات المصورين لتجوب على خشبة المسرح موثقة أداء الممثلين من زوايا عدة، وتفاعل الحضور بزوايا متنوعة محولين الحركة إلى سكون يلخص إبداع التمثيل وتفاعل الجمهور، متجهين إلى جادة سوق عكاظ لرصد كثافة الإقبال والاهتمام بالسوق، موثقين بين وقت وآخر توزيع الجوائز. على الفائزين بمسابقات السوق المتنوعة، والتي تتضمن جائزة شاعر عكاظ، جائزة شاعر شباب عكاظ، جائزة الخط العربي، وجائزة لوحة وقصيدة.