محاربون للفرحة، متخصصون في وأد البسمة، يدّعون إنكار المنكر وهم يرتكبون عشرات المنكرات أثناء إنكار منكرهم المزعوم، تجمعوا في تجمهر غوغائي في الجنادرية لفرض إرادتهم على المجتمع، بضع عشرات من المراهقين وصغار السن المقادين من قبل شيوخهم الحركيين لتنفيذ أجندتهم في الوصاية على المجتمع وجعله رهينة أفكارهم المتخلفة. في جميع دول العالم لو جمعنا 400 ألف شخص في مساحة معينة من الطبيعي أن تجد بضع حالات من تحرش، سرقة... إلخ، لكن هذه الأجندة تحاول تصوير الأمر بأن الجنادرية هي مكان للعهر والفحش والخلاعة والغزل، وهم بذلك يطعنون بجهاز عسكري عريق، خدم الوطن والمواطن من عدة نواحٍ: عسكرية، اجتماعية، طبية، ثقافية. كما قدم الشهداء في سبيل الذود عن ثراه، من العار التأليب على هذا الجهاز العملاق من قبل أناس في قلوبهم مرض. من غير المعقول أن يكون الوطن رهينة بيد مجموعة من المتشددين، الذين يريدون طلبنتنا وتمرير أجندتهم على المجتمع، لو افترضنا أن المعترضين على الجنادرية ألفا شخص، نحن نقول إن زوار الجنادرية كسروا حاجز الخمسة ملايين زائر. المزايدة على الدين هي تخصص حركي بامتياز، يحاولون دائما إيهام المواطن بأنهم أكثر غيرة على نساء المسلمين من محارمهم، ولكن نحن نعلم أن الأمر يتجاوز موضوع المنكرات، لفرض الوجود ومحاولة لي ذراع الدولة من خلال التلويح بموضوع المنكرات المزعومة، ويتم الدفع بشبان مراهقين مؤدلجين بفكرهم المتشدد، وإذا حصل صدام مع الأجهزة الأمنية تجد أولئك المشائخ المزعومين في بيوتهم أو يشاهدون المنظر من بعيد. يحاول المشائخ الحركيون كل فترة إثبات وجودهم، وتسلسل الأحداث يعزز ذلك، التجمع أمام بيت المفتي إبان دمج رئاسة البنات عام 2002، أحداث معرض الكتاب 2006 حتى 2011، أحداث جامعة اليمامة في نفس العام، والجنادرية الآن، هذا الفكر المتشدد الذي يحرض على الخروج والتجهمر واستخدام العنف لإيقاف المنكرات المزعومة هو أمر خطير يجب الوقوف عليه، فأعداد كبيرة من التيار القاعدي في السعودية ممن حمل السلاح وفجر كانت هذه بدايتهم، الوقوف والتجمهر الغوغائي والاعتداء على موظفي الدولة ورجال أمنها، ألم يكن عبدالرحمن بن ملجم قاتل الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عبداً ورعاً زاهداً حفاظاً للقرآن ومحفظاً له، ولكن تشدده هيأ له أن قتل أمير المؤمنين تقربا لوجه الله. يجب أن يعي المتشددون، مشايخ ومريدون، بأن هذا البلد محكوم بالأنظمة والقوانين التي تنظم حياة الناس، ومن كانت له شكوى أو ملاحظة فليذهب ليبلغ ويناقش، هناك مسؤولون، وأمراء مناطق، والمفتي وهيئة كبار العلماء، أما التجمعات الغوغائية التخريبية التي يراد منها الشوشرة وإشغال الأمن وترويع الناس فهي أمر لن تسمح به الدولة طال الزمن أو قصر، ولكم في التاريخ عبرة لمن لم يعتبر.