طالعت قبل أيام الجزء الأول من مقال الزميل خالد السيف تحت عنوان (هياط حاتم الطائي جعل من كل العرب بخلاء) في صحيفة الشرق، أشكر الزميل على مقاله ولكن مع الأسف حاول به الانتقاص من الكرم الحاتمي ووفاء السموأل تحت كبش فداء أمتنا العربية وأن كرم حاتم الطائي ليس إلا «هياط» كما أطلق عليه وهذا مؤسف أن يكافئ الأحفاد الأجداد بكلمات الشوارع بدلا من أن نفتخر بهم وبماضيهم وسواء قلنا الحقيقة أو تجاهلناها يكفينا إشادة الأعداء قبل الأصدقاء في ماضينا المشرف. الزميل السيف ليس لديه معارضة على الكرم والوفاء كونه يحث أمهات بني يعرب على إنجاب الكرم والوفاء وهذا جيد ويشكر عليه ولكن ربما لديه عقدة كون حاتم الطائي مسيحيا والسموأل يهوديا ولكنه تجاهل عروبتهما وفخر أمتنا العربية بهذين الرمزين بغض النظر عن ديانتهما ولكنهما محسوبان علينا كعرب بإجماع جميع المؤرخين، صحيح أن هناك كرماء وأوفياء من أمتنا الإسلامية ومازالوا حتى اليوم ولكن مهما حاولنا أن نتجاهل أفعال العرب وتشويهها كون هذا العربي أو ذاك ليس مسلما فلن نستطيع ذلك لأن أجدادنا قد منحوا أصواتهم للكرم الحاتمي ووفاء السموأل قبلنا ومهما حاولنا لن يجدي نفعا حتى ولو كنا غيورين على حب أمتنا الإسلامية. لم أسمع أحدا من المؤرخين أن شاعرا نسبت أشعاره لحاتم الطائي وأشعار الأخير معروفة بأسلوبها البسيط والمحبب وهذا ما قاله لغلامه (اوقد فان الليل ليل قر ** والريح يا موقد ريح صر) (عسى يرى نارك من يمر ** ان جلبت ضيفا فأنت حر)، تغنى بها العرب والمسلمون معا، أخي الزميل مازال سكان أجا وسلمى يسيرون على خطى جدهم حاتم الطائي بالكرم حتى اليوم، وأهل خيبر وحصن الأبلق في تيماء شاهدة على هذا الوفاء العربي حتى لو حاولنا تجاهله فسوق يبقى حاتم الطائي كريم العرب والسموأل وفي العرب ولا نقارن ما تشهده الأمم اليوم من صراعات ونحاول توظيفه لطمس تاريخ الأجداد لأننا لا نستطيع.