أعلنت حكومة حيدر العبادي رفضها تصريحاتٍ منسوبة للجنرال الأمريكي، رايموند أوديرنو، بشأن احتمال تقسيم العراق، فيما أفصح محافظ الأنبار «كبرى محافظات البلاد» عن حزمة إجراءات لمكافحة الفساد بالتزامن مع شن حملة حكومية موسعة ضد المتورطين فيه. وفي وقتٍ قُتِلَ 54 شخصاً على الأقل وجُرِحَ 100 آخرون في هجوم بشاحنة مفخخة في بغداد؛ تحدثت ألمانيا عن تنفيذ تنظيم «داعش» هجوماً كيماوياً في إقليم كردستان. ووصف المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العبادي التعليقات المنسوبة للجنرال رايموند أوديرنو بشأن احتمال تقسيم العراق ب «تصريحات غير مسؤولة وتنم عن جهل بالوضع في البلاد». وأبلغ أوديرنو، وهو رئيس أركان الجيش الأمريكي المنتهية ولايته، الصحفيين أمس الأول بأن «التقسيم وارد الحدوث لكن القرار متروك للسياسيين والدبلوماسيين». واعتبر أن «هذا قد يكون الحل الوحيد لكنِّي لست مستعداً أن أقول ذلك حتى الآن». إلى ذلك؛ كشف محافظ الأنبار عن ما سمَّاها مجموعة إصلاحات شاملة في إطار حملة يقودها رئيس الوزراء للتصدي للفساد تجاوباً مع مظاهرات حاشدة يُتوقَّع تجدُّدها اليوم الجمعة. وتعهد المحافظ صهيب الراوي بالاستغناء عن جميع مساعديه ومستشاريه إلى جانب رؤساء المناطق الذين يشغلون مناصبهم منذ أكثر من 4 سنوات أو الذين كان أداؤهم سيئاً. وتعد الأنبار محور حملة عسكرية حكومية تستهدف التصدي لتنظيم «داعش» الإرهابي الذي يسيطر على مساحات واسعة في شمال وغرب البلاد. ميدانياً؛ قُتِلَ 54 شخصاً على الأقل وجُرِحَ 100 آخرون في تفجيرٍ بشاحنة مفخخة استهدف صباح أمس سوقاً في بغداد وتبنَّاه تنظيم «داعش». وأفادت مصادر أمنية بانفجار الشاحنة المفخخة وسط سوق شعبية لبيع الخضار والفاكهة بالجملة في منطقة الصدر. وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية حصيلة القتلى والجرحى. ووقع التفجير في ساعة الذروة في السوق التي تشهد تجمع عديد من التجار. وجمع مسعفون في المكان أشلاء بشرية، بينما نقل آخرون جرحى إلى سيارات الإسعاف، بحسب مصور يعمل لحساب وكالة الأنباء الفرنسية. وخلَّف انفجار الشاحنة دماراً هائلاً لاسيما في شاحنات نقل الخضار، وشوهدت خيول تُستخدَم لجر عربات البضائع وهي نافقة. وتبنى «داعش» الهجوم بحسب بيانٍ تداولته حسابات إلكترونية متطرفة. ويأتي «تفجير الصدر» بعد أيام من تبنِّي التنظيم تفجيرين انتحاريين استهدفا مساء الإثنين الماضي مناطق في محافظة ديالى «شرق» الحدودية مع إيران، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل. وتعرضت ديالى مؤخراً إلى عدة هجمات انتحارية كان أشدها تفجير طال سوقاً في منطقة خان بني سعد في يوليو الماضي وخلَّف 120 قتيلاً على الأقل وتوتُّراً في المحافظة. وفي ظل العلاقة الشائكة بين مكونات المجتمع العراقي؛ أقرَّ رئيس أركان الجيش الأمريكي، راي أوديرنو، بأن تحقيق المصالحة بينها يزداد صعوبة «ما قد يجعل التقسيم الحل الوحيد». وشدد على أن «مستقبل هذا البلد لن يشبه ما كان عليه في السابق»، داعياً إلى الاستمرار في قتال المتطرفين. ومع إشارته إلى بعض التقدم في جهود الائتلاف الدولي ضد الإرهاب؛ تحدث أوديرنو المنتهية ولايته عن «نوعٍ من المراوحة حالياً». وكانت القوات النظامية في العراق استعادت مناطق سيطر عليها المتطرفون، لكنهم لا يزالون يسيطرون على مساحات واسعة في مناطق الشمال والغرب. وفي الشمال؛ تخوض قوات البشمركة الكردية التي استعادت أيضاً مناطق بدعم من التحالف الدولي مواجهات ضد مسلحي «داعش» على امتداد مئات الكيلومترات. في غضون ذلك؛ أعلنت وزارة الدفاع الألمانية تعرُّض عناصر من البشمركة لهجوم بسلاح كيميائي «قبل بضعة أيام». وأفاد متحدث باسم الوزارة ب «وقوع هجوم -لم يُحدَّد مصدره- بالسلاح الكيميائي (…) وإصابة بشمركة بجروح مع التهاب في المجاري التنفسية». وتنشر ألمانيا جنوداً في شمال العراق لتدريب المسلحين الأكراد. واتهمت أطراف عدة تقاتل في سورياوالعراق تنظيم «داعش» باستخدام أسلحة كيميائية كغاز الكلور في هجمات سابقة. وأبلغ مسؤول في إقليم كردستان وكالة الأنباء الفرنسية ب «تعرض قواتنا في منطقة مخمور (50 كلم غرب إربيل) إلى هجومٍ عصر الثلاثاء الماضي بصواريخ كاتيوشا مزودة بمادة الكلور، ما أسفر عن إصابة عديد من العناصر». وأكدت وزارة الدفاع الألمانية أن «خبراء أمريكيين وعراقيين في طريقهم لتحديد ما حصل فعلاً». ولم يكن الجيش الألماني الذي درب البشمركة على مكافحة الإرهابيين موجوداً في الموقع، لذا لم يحدد نوع الغاز السام الذي استُخدِمَ. ونفى المتحدث باسمه تعرض الجنود الألمان المنتشرين في كردستان لأي خطر، مضيفاً «حماية جنودنا تبقى في أعلى مستوى».