ووريت الطفلة سكينة المهنا الثرى في بلدة الملاحة في محافظة القطيف، ليل أمس الأول، وذلك بعد وفاتها في مستشفى القطيف المركزي بعد تدهور حالتها الصحية، وهي الطفلة التي تعرضت لخطأ طبي قبل عدة أشهر في نفس المستشفى أدى لبتر جزء من كفها كما ذكر ذووها، فيما أصدرت صحة الشرقية يوم أمس بياناً برأت فيه ساحتها من وفاتها، بينما أكد والد الطفلة مواصلته في متابعة القضية حتى معاقبة المتسببين. وقال المتحدث الإعلامي لصحة الشرقية أسعد سعود «رغبة في إيضاح ملابسات وفاة الطفلة سكينة وتأكيداً للشفافية التي تنتهجها المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية وتبياناً للحقائق بشأن هذا الموضوع، وما أسفرت عنه نتائج اللجنة التي حققت في الحالة ما أوضحه التقرير الطبي للطفلة سكينة، إن حالة الطفلة سكينة -رحمها الله- معروفة بمرض التكيس الليفي الرئوي، وهو وراثي يسبب خللاً وظيفياً في الرئة والبنكرياس وأعضاء أخرى من الجسم، ويمر من خلاله المصاب بهذا المرض إلى تغيرات مرضية، ويتعرض إلى نوبات التهابية متكررة، وكان لسكينة مراجعات سابقة عديدة؛ بسبب تكرار التهابات الرئة». وأضاف: «ووقوفاً على دواعي بتر أصابعها، نودّ أن نبيّن أنها كانت عرضة للإصابة بتخثر الدم، مما أدى إلى إصابتها بانسداد في الشريان المغذي لليد اليسرى أدى إلى موت الأصابع واستئصالها؛ ذلك قبل نحو 4 أشهر، وقد تقدم ذووها في حينه ببلاغ شكوى بتاريخ 15/ 7، على خلفية اتهامهم لمستشفى القطيف المركزي بالتسبب في بتر كفّ طفلتهم، وعلى الفور صدر توجيه إلى إدارة الخدمات العلاجية في المديرية لإجراء اللازم حيال تقديم الخدمات العلاجية العاجلة للطفلة». وذكر: «في إجراء متزامن بدأت إدارة المتابعة الفنية بالتحقق والتحقيق في موضوع الشكوى مع المدعى عليهن، وتم اتخاذ اللازم بعد الانتهاء من التحقيق؛ حيث عرضت جميع الوثائق المتعلقة بالشكوى على لجنة استشارية حسب الاختصاص للاستدلال برأيهم حول الإجراءات الطبية والأصول العلمية المتفق عليها في موضوع سكينة، وبيان أوجه الخطأ والتقصير من قبل الكوادر المعنية». وبين المتحدث الإعلامي: «بعد ذلك تمت إحالة قضية سكينة إلى الهيئة الصحية الشرعية بحكم الاختصاص؛ للنظر فيها، وصدور القرار الشرعي المناسب حيالها بمشيئة الله». وأردف: «قبل ستة أيام من وفاتها تحديداً بتاريخ 19/ 10/ 1436ه دخلت سكينة المستشفى؛ لإصابتها بنوبة صعوبة تنفس حادة والتهاب رئوي، وأعطيت العلاج المناسب والرعاية المعتادة لمثل هذه الحالات بدءاً من غرفة الطوارئ ومروراً بقسم الأطفال، علماً بأنه خلال ذلك كان موضع البتر باليد اليسرى المصابة سليماً وجافاً ولا يوجد به أية آثار التهابية؛ حيث كانت معاناتها فقط من الالتهاب الرئوي المتكرر». واختتم «عند ملاحظة عدم استقرار حالتها تم نقلها إلى وحدة العناية المركزة للأطفال في نفس المستشفى؛ حيث تم عمل التنبيب القصبي لها ووصلها بجهاز التنفس الاصطناعي، ونتيجة لإصابتها بالتهاب جرثومي شديد أدى إلى هبوط حاد في الضغط تم إعطاؤها العلاج اللازم دون أدنى تأخير، لكن الاستجابة كانت لا تُذكر»، مشيراً إلى أن منسوبي ومنسوبات «صحة الشرقية» يتقدمون بالتعازي الحارة والمواساة الصادقة لذوي الطفلة «سكينة»، سائلين الله أن يلهمهم الصبر والسلوان. إلى ذلك أكد والد الطفلة سكينة حسين المهنا نيته وإصراره على مواصلة مجريات القضية بعد وفاة ابنته سكينة والمتعلقة بمعاقبة المتسبب في الضرر الذي تعرضت له سكينة نتيجة لخطأ طبي في مستشفى القطيف المركزي منذ ثلاث أشهر وأدى إلى بتر جزء من كفها اليسرى. وأوضح بأنه بعد المتابعة والبحث من قبل وزارة الصحة تحقق من الثبوت بوقوع الخطأ الطبي، وعليه تم توجيه التهمة لأربع ممرضات، وبناء عليه حوّل ملف القضية للجنة الصحية الشرعية في الدمام ليتم التوصل للمتسببات وفق الإجراءات وأخذ الجزاءات حيالهن. وكانت الطفلة سكينة ذهبت لمستشفى القطيف المركزي للعلاج من التهاب في الرئة، وقرر الطبيب وضع مغذٍّ لها، ونتيجة عدة محاولات فاشلة من قبل المستشفى في تثبيت إبرة المغذي في يدها اليسرى، تسبب ذلك في حدوث جلطة في يدها، ثم قام الأطباء في المستشفى بإجراء عملية في يدها لمحاولة علاج الجلطة، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل وأدخلت العناية لمدة 3 أسابيع. وتطورت حالتها وأصبح علاجها مستحيلاً كما ذكر ذووها، وانتهت قصة الطفلة سكينة بإرسالها إلى أحد مستشفيات مصر؛ حيث تم بتر جزء من كفها. وأحالت صحة المنطقة الشرقية البلاغ الذي تقدم به ذوو الطفلة سكينة حسين علي المهنا، للجنة الشرعية الصحية، وذلك بعد الاتهامات التي وُجهت لمستشفى القطيف المركزي، بالتسبب في بتر كف طفلتهم التي لم تتجاوز ست سنوات.