تتعدد مسؤولية الفرد تجاه وطنه فهناك مسؤولية دينية وحضارية واقتصادية وسياسية ومسؤولية فكرية. وبما أن الفكر أداة تستخدم لحماية الوطن أو عكس ذلك فإنه من المفترض على المواطن حماية هذا الفكر وتكريسه لصالح دينه ووطنه وولاة أمره. إننا في بلاد الحرمين الشريفين ومن المتحتم علينا نحن المواطنين تخليص أفكارنا من التحزب والتفرقة لكوننا نشأنا في بلاد الكلمة الطيبة ومهد التوحيد. إلى جانب ذلك نحن أيضاً في بلاد كانت وما زالت البذرة الأولى للإسلام والرسالة المحمدية. فإيصال الرسالة للوطن العربي والمجتمع الإسلامي ككل يتطلب منا فكراً سليماً متزناً بعيداً عن التفرق والتحزب والإرهاب الفكري.. ولكون الإرهاب وسيلة تخل بأمن المواطن والوطن باستخدام الأساليب المعنوية لإفساد معتقدات الفرد، وبالتالي معتقدات الوطن ككل، ولسهولة اتصال ثقافات العالم عبر شبكات ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة فيعد الإرهاب الفكري أكثر الأنواع ضرراً وانتشاراً وخطورة على المواطن الذي هو بذرة هذا الوطن ونتاجه وثمرته. جدير بنا نحن المواطنين التراصّ جنباً إلى جنب والتدرع ضد تلك الأفكار المفخخة والمفككة لوحدة المجتمع سواء عبر الشبكة العنكبوتية أو الفضائيات أو الكتب والمجلات والصحف التي تحمل فكراً سوداوياً يرهبون به عدو الله -زعموا- بما في ذلك البعد عن الجماعات التي تنشر التباسات دينية في المجتمع وتدعو إلى الانقسامات وتغرس في العقول الناشئة شبهات. لذا كان لزاماً علينا محاربة فكر هؤلاء الجماعات بكل الطرق والوسائل المعنية حفاظاً على النفس التي تعد من ممتلكات هذا الوطن المعطاء ومن ثم حفاظاً على الوطن والقيام بالمسؤولية تجاهه وتجاه حكامه. إننا في أزمة فكرية تسهل علينا دخول العدو من كل الاتجاهات وجميع المنافذ، لا سيما في وقت كهذا اختطفت فيه عقول الشباب وزارنا الرعب حتى في مساجدنا!! وقُتِلت أنفس لا نعلم بأي ذنب سوى أنها باتت واستيقظت على نعمة الأمن في هذه البلاد وفي ظل ولاة أمرٍ ينادون بالعدل متناسين قوله عز وجل (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). في مرحلة حرجة من الفكر المتطرف يزعم أصحاب الحزام الناسف أن الجنة تُنال بهذا الثمن!! وأنه يلزمه القتل والتدمير لبلوغ مراده «الحور العين وأنهار الخمر» ونسوا أن ما يفعلونه منافٍ لكلِ الأديان وضد كل المنطقيات العقلية والنقلية نسوا أن ما يفعلوه هو استجابة لرسائل من قِبل غاسلي العقول، وغاب عنهم أن ذلك منافٍ لدين نبينا ونهج الصحابة.